حسن الترابي هو مفكر وزعيم سياسي إسلامي سوداني، عُرف بكتاباته في مجالات الفكر والدعوة، لكن شهرته كانت في ميدان السياسة. التي تقلب في مناصبها وتحالفاتها منذ 1964، فأدخلته السجن عدة مرات.

المولد والنشأة

حسن عبد الله الترابي (ولد في 1 فبراير 1932 – 4 فبراير 2016)، هو زعيم سياسي وديني سوداني.، ولد الترابي في كسلا في شرق السودان،له دور فعال في ترسيخ قانون الشريعة الإسلامية، في الجزء الشمالي للبلاد.

كان والده قاضياً وخبيراً في قانون الشريعة، وهو متزوج من وصال المهدي، شقيقة الصادق المهدي، رئيس الوزراء السابق للسودان.

داعية وزعيم اسلامى من السودان حاصل على الدكتوراة في الدراسات الاسلامية، وهو مؤسس جماعة الاخوان. المسلمين بالسودان، تتلمذ على يد الشيخ حسن البنا ودرس مذهبه السياسي.

وهو داهية عاصر العديد من الحكومات السودانية، وتم اعتقاله في العديد من الاحداث وصل حزبه للسلطلة ودخل البرلمان السودانى.، مرة وسقط مرة اخرى في الانتخابات 1985م، وهو شخصية نالت حظها من الجدل وتناقض المواقف.

عرف بشهوة السلطة وتقاربه وتباعده في كثير من الاحيان من الحكام العسكريون، وهو مبرمج الشريعة الاسلامية ( بعهد مايو ) 1983م.

اشتهر بفتاويه المتحررة مؤخرا في الامامة للمراة والنقاب، مخطط انقلاب ثورة الانقاذ التى سرعان ما انقلبت عليه واستولت على الحكم ،صاهر أسرة المهدي بزواجه من وصال شقيقة الصادق المهدي.

قالت عنه ابنته أمامة (في مقابلة لصحيفة “السوداني” 2010)، إنه يحوز في بيته عُدة نجارة يصلح بها الأبواب بنفسه، ويقرأ الشعر خاصة “جمهرة أشعار العرب”، كما يسمع مقطوعات بيتهوفن الموسيقية، ويشاهد أفلام التحقيقات الجنائية.

الدراسة والتكوين

تلقى الترابي تعليمه الأساسي والثانوي بمناطق مختلفة من السودان، ودرس القانون في جامعة الخرطوم فتخرج عام 1955، ثم نال الماجستير من جامعة أكسفورد البريطانية 1957، ودكتوراه الدولة من جامعة السوربون الفرنسية 1964، أتاحت له سُكناه بالغرب إتقان الإنجليزية والفرنسية والألمانية، واطلع على العلوم والثقافة الغربية.

الحياة الأولى

درس الترابي الحقوق في جامعة الخرطوم منذ عام 1951 حتى 1955، وحصل على الماجستير من جامعة لندن عام 1957، والدكتوراة من سوربون، باريس عام 1964.

يتقن الترابي أربعة لغات بفصاحة وهي العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والألمانية.

كان الترابي أستاذاً في جامعة الخرطوم ثم عين عميداً لكلية الحقوق بها، ثم عين وزيراً للعدل في السودان، وفي عام 1988، عين وزيراً للخارجية، كما أختير رئيساً للبرلمان في السودان عام 1996.

التوجه الفكري

تعرّف أثناء دراسته في جامعة الخرطوم على فكر جماعة الإخوان المسلمين، فانضم إليها وأصبح من زعماء الإخوان في السودان سنة 1969، لكنه انفصل عن الجماعة فيما بعد واتخذ سبيله مستقلا.

السياسة

بعدما تخرج عاد للسودان، وأصبح أحد أعضاء جبهة الميثاق الإسلامية، وهي إحدى الفروع السودانية للإخوان المسلمين، بعد خمسة سنوات أصبح لجبهة الميثاق الإسلامية دوراً سياسياً أكثر أهمية، فتقلد الترابي الأمانة العامة بها عام 1964.

عمل الترابي مع طائفتين من الحركة الإسلامية في السودان هما الأنصار والختمية، بقي مع جبهة الميثاق الإسلامية حتى عام 1969 حينما قام جعفر نميري بانقلاب.

تم اعتقال أعضاء جبهة الميثاق الإسلامية، وأمضى الترابي ستة سنوات في السجن، ثم نفي في ليبيا لثلاثة أعوام.

أراد الانقلاب والطائفتين الإسلاميتين الوصول لحل وسط في عام 1977، وقد كان إطلاق سراح الترابي وعودته من المنفى جزء من هذا الحل.

الشريعة الإسلامية

أعلنت حكومة نميري فرض قوانين الشريعة الإسلامية في عام 1983، وانقلبت بعدها علي جبهة الميثاق الاسلامية(حليفتها في السلطة)، عارض الشعب، هذا الأمر بواسطة الإجراءات القانونية، مثل حل البرلمان السوداني، وبواسطة المظاهرات ممل أدى إلى ثورة شعبيه ضد نميري في عام 1985.

بعد عام أسس الترابي الجبهة الإسلامية القومية، كما ترشح للبرلمان ولكنه لم يفز في يونيو عام 1989، اقام حزب الترابي انقلاب عسكري ضد حكومة المهدي، بعد ان طردت اعطاء حزبه من البرلمان، ولقت قوانين الشريعه الاسلامية، وعين عمر حسن البشير رئيسا لحكومةالسودان.

في عام 1991 أسس الترابي المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي، الذي يضم ممثلين من 45 دولة عربية وإسلامية، كماانتخب الأمين العام لهذا المؤتمر.

اختلف مع حكومة الانقاذ حول قضايا، اهمها الفساد، والشوري، والحريات، وحل البشير البرلمان، في اواخر عام 1999م، وبعدها اصبح الترابي اشهر معارض للحكومة.

شكل مع عضوية حزبه الموتمر الشعبي، في 31 يونيو 2001، وحوي معظم قيادات ورموز ثورة الانقاذ الوطني، ومسئولي كبار في الحكومة تخلوا عن مناصبهم.

اعتقل في 2001م لتوقيع حزبه مذكره تفاهم مع الحركة الشعبية، ثم اعتقل مرة اخري في مارس 2004 بتهمة تنسيق حزبه لمحاولة قلب السلطة.

له العديد من الرؤي الفقهية المثيرة للجدل.

كان الدكتور حسن الترابي الزعيم السياسي والديني في السودان، يعاقب القضاة الذين لا يحكمون بالأحكام المرادة، أو ما تمثل الشريعة الإسلامية من وجهة نظره، بقص شعرهم وتجريسهم في الشوارع، وانتهى ذلك بما وصلت إليه السودان الآن.

الوظائف والمسؤوليات

بعد إكماله دراسته في الخارج، عاد إلى بلده فاشتغل بالتدريس في كلية القانون بجامعة الخرطوم، وتولى عمادتها 1965 فأصبح أول سوداني يشغل هذا المنصب.

عُين 1979 رئيسا للجنة مراجعة القوانين لأسلمتها، ثم وزيرا للعدل 1981، فمستشارا لرئيس الدولة للشؤون الخارجية 1983، وصار 1988 نائبا لرئيس الوزراء الصادق المهدي، ووزيرا للخارجية في حكومته الائتلافية.

أسس 1991 المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي، ليشكل منبرا للقضايا الإسلامية تتلاقى فيه عشرات التنظيمات بالعالم، واختير أمينـَه العام.

انتخب 1996 رئيسا للبرلمان السوداني في عهد “ثورة الإنقاذ”، كما اختير أمينا عاما للمؤتمر الوطني الحاكم 1998، وأسس -إثر مغادرته الحكم سنة 1999- “المؤتمر الشعبي” وأصبح أمينه العام.

التجربة السياسية

بدأ الترابي حياته السياسية عضوا في جبهة الميثاق الإسلامية، التي كانت تحالفا سياسيا إسلاميا يقوده الإخوان، وتولى أمانتها العامة 1964.

وكانت ثورة أكتوبر/تشرين الأول 1964 على حكم العسكر بالسودان منعطفا مهما في مسيرة الترابي.، إذ نقلته من قاعات الدرس الأكاديمي إلى أتون السياسة وصراعاتها.

اعتقِل أعضاءُ جبهة الميثاق 1969 إثر الانقلاب العسكري الذي قاده جعفر نميري، فدخل الترابي في عهده السجن ثلاث مرات.، وغادره 1977 بعد مصالحة بين الإسلاميين والنميري، أفضت إلى إعلان تطبيق الشريعة الإسلامية 1983.

سقط نظام النميري 1985 بثورة شعبية فتحت الطريق أمام قيام حكم منتخب، فأسس الترابي 1986 الجبهة الإسلامية القومية. التي ترشحت للبرلمان فحلت ثالثة، ودخلت الحكومة الائتلافية برئاسة الصادق المهدي.

وفي سنة 1989 قاد عسكريون لهم صلات بالحركة الإسلامية انقلابا على حكومة المهدي، وأقاموا نظام حكم جديدا كان الترابي القائد. الفعلي له، وإن اختير المشير حسن البشير ليرأس الدولة.

بقي الترابي يقود النظام من خلف الكواليس إلى أن نشب خلاف بينه وبين البشير. تطور حتى وقع انشقاق في كيان النظام 1999، فخـُلع الترابي من مناصبه الرسمية والحزبية.، وأسس 2001 “المؤتمر الشعبي” حزبا معارضا.

اعتقل جهاز الأمن السوداني الترابي أكثر من مرة ولعدة أشهر، تحت دعاوى مختلفة منها “التخطيط لانقلاب عسكري”. واعتقل السياسي، البارز عام 2009 بعد تأييده اتهامات المحكمة الجنائية الدولية. لـ”البشير”، بـ”ارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وإبادة جماعية”.

وفي السنوات الأخيرة قبل وفاته، تحسنت علاقة الترابي بالحكومة عندما قبل دعوة للحوار الوطني السوداني. طرحها الرئيس البشير وقاطعتها غالبية فصائل المعارضة الرئيسية.

صرح للجزيرة (حوار في 2005) بأن “الحركة الإسلامية لم تقرأ التاريخ الإسلامي. جيدا عندما أقدمت على الاستيلاء على السلطة في السودان”.

وقال في مقام آخر موضحا فهمه للشريعة الإسلامية: 

“الشريعة ما يشق مسلكا لكل مشاعر الدين ومظاهره، وهي أصلا شاملة للهدى بكل الحياة:

أحوال الوجدان وباطن القلوب ومذاهب الأقوال وطرق الأفعال الظاهرة، دينا حقا شرعه الله هديا لكل الأنبياء..، وفي العهود الأخيرة. أصبحت كلمة الشريعة تعني الأحكام القضائية لا الخلقية، وأصبحت مدارس الشريعة تقتصر على أحكام الظاهر القطعية. المناسبة للنفاذ قضاءً وسلطانا سياسيا”.

أثيرت حول الترابي أحكام متناقضة وأوصاف متباينة، ففي حين يراه أنصاره سياسيا محنكا، وعالما مفكرا مجددا، يجد فيه خصومه سياسيا. مخادعا له تعلق لا يحد بالسلطة، ويتهمونه بإصدار فتاوى تخالف قطعيات الدين.

المؤلفات

كتب الدكتور حسن الترابي مؤلفات ومقالات شتى، منها: “تجديد الدين”، و”التفسير التوحيدي”، و”منهجية التشريع”، و”المرأة. بين تعاليم الدين وتقاليد المجتمع”، و”السياسة والحكم: النظم السلطانية بين الأصول وسنن الواقع”، و”ضرورة النقد الذاتي للحركة الإسلامية”.

  • قضايا الوحدة والحرية (عام 1980).
  • تجديد أصول الفقه (عام 1981).
  • تجديد الفكر الإسلامي (عام 1982).
  • الأشكال الناظمة لدولة إسلامية معاصرة (عام 1982).
  • تجديد الدين (عام 1984.
  • منهجية التشريع (عام 1987).
  • المصطلحات السياسية في الإسلام (عام 2000).
  • الدين والفن.
  • المراة بين تعاليم الدين وتقاليد المجتمع.
  • السياسة والحكم.
  • التفسير التوحدي.
  • عبرة المسير لاثني عشر السنين.
  • الصلاة عماد الدين.
  • الايمان واثره في الحياة.
  • الحركة الاسلامية.. التطور والنهج والكسب.

الوفاة

توفي حسن الترابي يوم 5 مارس/آذار 2016 بوعكة مفاجئة، وفي اليوم التالي شيعت جثمانَه حشود كبيرة. من السودانيين في العاصمة الخرطوم.