جعفر النميري هو جعفر محمد نميري (26 مايو 1930 – 30 مايو 2009)، قائد عسكري وسياسي سوداني . شغل منصب رئيس السودان من 1969 إلى 1985.

تولى السلطة بعد انقلاب عسكري عام 1969، ويعد مؤسس دولة الحزب الواحد بالسودان. عبر الاتحاد الاشتراكي السوداني باعتباره الكيان السياسي القانوني الوحيد في البلاد.

في بداياته كان نميري يتبع سياسات اشتراكية وقومية عربية، وحرص على تعاون وثيق مع جمال عبد الناصر بمصر ومعمر القذافي بليبيا.

في عام 1971، نجا نميري من محاولة انقلاب دبرها له السوفييت، وبعد ذلك أقام تحالفًا مع الرئيس الصيني ماو تسي تونج ، وبعدها تحالف مع الولايات المتحدة.

في عام 1972 وقع اتفاقية أديس أبابا 1972، التي انهت الحرب الأهلية السودانية الأولى، وبأخر اعوام حكمه، تبنى الإسلام السياسي.، وفرض الشريعة الاسلامية في جميع أنحاء البلاد عام 1983، الأمر لاذي أدى إلى اندلاع الحرب الأهلية السودانية الثانية.

أطيح به من السلطة عام 1985 وذهب إلى المنفى في مصر، ثم عاد للسودان عام 1999، وخاض الانتخابات الرئاسية عام 2000 وخسرها.

نشاءة جعفر النميري :

ولد نميري في أم درمان عام 1930. والداه هما محمد محمد نميري ووالدته آمنة نميري، وكان أبوه جندياً في «قوة دفاع السودان». لكنه ترك العمل في الجيش بعد الزواج، واختار العمل بشركة سيارات، وانتقل إلى فرع واد مدني واستقر بها مع أسرته. التي صار لديها ثلاثة أبناء هم : مصطفى وجعفر وعبد المجيد الذي توفي في سن الرابعة والعشرين.، وحرص جعفر نميري كثيراً بعد وصوله إلى السلطة، للتذكير بأنه ابن الساعي في اشارة على انتمائه وانحيازه لعامة الشعب.

عاش جعفر النميري طفولة قاسية وشظف عيش واجهته منذ الصغر. وتحدث عن طفولته وشبابه في إحدى المرات قائلا:

«أتذكر قساوة الحياة التي عشناها وأتذكر في الوقت نفسه كيف أن مرتب والدي عندما أحيل إلى المعاش لم يتجاوز تسعة جنيهات.، وبسبب ضآلة هذا المرتب حرص والدي على أن يعلمنا، عشنا قساوة الحياة، ولكي يؤمن لي والدي فرصة الدراسة الكاملة. فإنه طلب من أخي الأكبر أن تتوقف دراسته عند المرحلة المتوسطة ويبدأ العمل».

فعمل مصطفى، الأخ الأكبر براتب قدره أربعة جنيهات شهرياً. وأكمل نميري دراسته وتمكن من الالتحاق بالثانوية العليا،. مدرسة «حنتوب الثانوية»، ولكن بسبب الظروف المادية الصعبة،. التي تواجه الأسرة بصورة لا تسمح بتوفير مطالب دراسته، قرر نميري بعد اكمال المرحلة الثانوية الالتحاق بالقوات المسلحة بدلا من دخول الجامعة.

التحاق جعفر النميري بالقوات المسلحة:

ويقول عن هذا الاختيار «الذي شجعني على ذلك شعوري بأن التحاقي بالكلية الحربية سيؤمن لي دخلاً أساعد به عائلتي. وكان الدخل عبارة عن أربعة جنيهات ونصف الجنيه شهرياً للضابط حديث التخرج.،ثم أرسل نصفه إلى والدي ووالدتي مع مبلغ آخر يرسله أخي إليهما». وتخرج نميري في الكلية الحربية بأم درمان عام 1952.

بعدها عمل في عدة مواقع في الجيش السوداني شمالاً وجنوباً، واتهم عام 1955 بتدبير انقلاب عسكري على النظام الديمقراطي القائم في البلاد في ذلك الوقت، غير أنه «تبين للقيادة بعد التحقيق معه أن الأمر ليس أكثر من وشاية، وبعدما تبين لها ذلك حُفظ التحقيق».

أُجرِيَ التحقيق معه مرةً أخرى حول محاولة انقلابية فاشلة قادها ضابط اسمه خالد الكد.، غير أن التحقيق لم يتوصل إلى ما يجرِّم النميري في المحاولة الفاشلة، وحصل على الماجستير في العلوم العسكرية. من فورت ليفنورث بأركنساس الولايات المتحدة الأميركية سنة 1966.

الحياة العسكرية والسياسية لجعفر النميري:

بعد تخرجه ، عمل النميري ضابطا في الجيش السوداني، قبل أن يستولي على السلطة في انقلاب عسكري في مايو 1969 .، وحتى 19 يوليو 1971 وعاد للسلطة بعد دحر انقلاب الشيوعين يوم 22 يوليو 1971.، وتقلد خلال الفترة رئاسته للحكومة عدداً من الحقائب الوزارية منها وزارة الخارجية بالفترة من 1970. إلى 1971، ثم وزارة التخطيط من 1971 إلى 1972.

انتخب رئيساً للجمهورية في أكتوبر 1971، وإستمر في الحكم إلى أبريل 1985، أسس و رأس حزب الاتحاد الاشتراكي. الحاكم ثم مجلس الوزراء، ثم وزير لجميع الوزارات وأوكل المهام وقتئذ لوكلاء الوزارات. لحين حضور الوزير، وبعد الانتفاضة الشعبية في أبريل 1985 لجأ سياسياً إلى مصر 

قادما اليها من الولايات المتحدة في الفترة من 1985 إلى 2000 حيث عاد إلى السودان في عام 2000.

الفترة اليسارية:

وضحت منذ البداية توجهات الحكومة الجديدة اليسارية، حين ضمت في تشكيلتها عددا كبيرا من الشيوعيين واليساريبن البارزين.، والقوميين العرب، شكل أنصار الحزب الشيوعي قاعدة شعبية لها، فيما تولت المنظمات التابعة له دعم النظام الجديد.،الذي عرف لاحقاً بنظام مايو،وحشد التأييد الشعبي له.

ركزت البيانات الأولى للحكام الجدد على فشل التجربة الديمقراطية، ذات الأحزاب المتعددة في السودان في حل مشكلات السودان الثلاثة:

التنمية والجنوب والدستور :

الذي شله الصراع الحاد بين دعاة العلمانية والدولة الدينية، وأعلنت حكومة نميرى الحرب على الأحزاب التقليدية، وفي مقدمتها حزب الأمة. والإتحادي الديمقراطي ووصفتها بالإقطاع.

بدأت الخلافات تطفو على السطح داخل المعسكر اليساري، خاصة بين الشيوعيين والقوميين العرب والناصريين . حول الرؤى والتصورات التي يجب أن يأخذ بها النظام في تعاطيه مع مشاكل السودان، ورفع القوميون العرب شعار الدين . في وجه الشيوعية مطالبين بالاشتراكية العربية المرتكزة على الإسلام في مواجهة الاشتراكية العلمية.

فترة رئاسته الثانية :

في 1981، تحت ضغط معارضيه الإسلاميين، قام الرئيس نميري بتحول درامي في حكمه نحو تحكيم الإسلام السياسي.، وتحالف مع الإخوان المسلمين، وفي 1983، أعلن تطبيق الشريعة في جميع أرجاء البلاد.، الأمر الذي أثار غضب الجنوبيين غير المسلمين، كما غير من الحدود الادارية للجنوب،وفي مخالفة لاتفاقية أديس أبابا.، قام بحل حكومة جنوب السودان، مما أعاد إشعال الحرب الأهلية.

تقسيم الجنوب :

قام أثناء فتره حكمة بعام 1983 بتقسيم الجنوب الذي كان ولاية واحدة، إلى ثلاث ولايات (هي أعالي النيل وبحر الغزال والإستوائية) . ، وذلك تلبية لرغبة بعض الجنوبيين خاصة جوزيف لاقو، الذي كان يخشى من سيطرة قبيلة الدينكا على مقاليد الأمور في الجنوب.

وكان أبيل ألير نائب الرئيس النميري من قبيلة الدينكا، وكان مسيطراً على جميع أمور الجنوب.، ويذكر أن اتفاقية أديس أبابا تنص على جعل الجنوب ولاية واحدة، ولهذا أعتبر البعض تصرفه بمثابة إلغاء لاتفاقية أديس أبابا.

ومع إن عهده الذي دام 16 سنة كان قد عرف أطول هدنة بين المتمردين والحكومة المركزية بالخرطوم دامت 11 عاماً.، فإنه عرف أيضاً ظهور الحركة الشعبية وجناحها العسكري الجيش الشعبي لتحرير السودان.

بروز جون قرنق:

كما عرف بروز جون قرنق أبرز زعماء المتمردين وشهدت الحرب الأهلية، في عهده فصولاً دامية.،كما شهد صراعات حول السلطة مختلفة منها المدنية والمسلحة. وأشهرها الحركات المسلحة، كانت حركة المقدم حسن حسين والذي أعدمه النظام كما شهد.

أيضاً أشهر محاولات الانقلاب على نميري كان انقلاب هاشم العطا الذى كان مدعوما من الحزب الشيوعي. وأطلق على الانقلاب الحركة التصحيحة حسب رأي منفذوه.

ظل نميري واحداً من زعيمين عربيين (مع السلطان قابوس) محتفظاً بعلاقات وثيقة مع أنور السادات.، بعد اتفاقيات كامپ ديڤيد، وقد حضر جنازة السادات.

في 1985 أمر بإعدام المعارض السياسي المسالم، وإن كان جدالياً، محمود محمد طه، والذي كان قد سبق اتهامه بالهرطقة الدينية في الستينات في عهد إسماعيل الأزهري، وذلك بعد أن أعلنت محكمة سودانية كفره. وبعد ذلك بفترة قصيرة، في 6 أبريل 1985.

بينما كان نميري في زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة، آملاً في الحصول على قدر أكبر من المعونة المالية. وقع انقلاب عسكري غير دموي بقيادة وزير دفاعه، اللواء عبد الرحمن سوار الذهب، فأطاح بحكمه.

وفي انتخابات لاحقة اعتلى الحكم الصادق المهدي بنغمة إسلاموية جديدة عليه بعد تحالفه مع زوج شقيقته حسن الترابي.، الحليف السابق لنميري. والجدير بالذكر أن الصادق المهدي كان قد قام بمحاولة انقلاب فاشلة على نميري في يوليو 1977.

الانقلابات عليه:

انقلاب هاشم العطا:

وقع أول انقلاب ضد نميري في حوالي الثالثة بعد ظهر يوم الاثنين 19 يوليو 1971، وهو الانقلاب المعروف بـ«انقلاب هاشم العطا».، ولكن نميري وأعوانه احبطوا الانقلاب بعد اربعة ايام، «بسبب الخلافات التي سادت اضابير الحزب الشيوعي».، وحاكم الانقلابيين عسكريا في منطقة الشجرة العسكرية جنوب الخرطوم.

طالت بالإعدام كلا من:

سكرتير الحزب الشيوعي عبد الخالق محجوب،وهاشم العطا، وفاروق حمد الله والشفيع أحمد الشيخ.، وقائمة من المدنيين والعسكريين، وزُجَّ بالباقي في السجون، لتبدأ مرحلة العداء الممتد بين الشيوعيين ونظام نميري.

دخول الجزيرة أبا:

دخل نميري أيضاً في مواجهة مع زعيم الأنصار في ذلك الوقت الامام الهادي من معقله في الجزيرة أبا. جنوب الخرطوم، وانتهت هي الأخرى بمجزرة ضد الأنصار، طالت المئات بمن فيهم الامام الهادي الذي لاحقه جنود نميري وقتلوه. على الحدود مع إثيوبيا شرقاً، وبذلك وضعت احداث الجزيرة حجر أساس متينا لخصومة طويلة بين الأنصار ونميري.

حينها قال نظام نميري أن جيش السودان لطلائع تخريبية مسلحة، خرجت في 27 مارس 1970. لتفجر مصنعاً للأسمنت في ربك ولتطلق النار عشوائياً على المواطنين.

إلا أن الصادق المهدي نفى تلك الرواية وقال “الأنصار لم تكن لهم طلائع متحركة، بل على العكس كان هناك تفاوض مستمر . مع الذين أتوا من النظام للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف والوصول لتسوية سياسية سلمية.

مطالب الإمام

كانت مطالب الإمام لكل الوفود الزائرة بأنه لابد من إزالة الواجهة الشيوعية وعودة الجيش إلى ثكناته.، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وغيرها من الشروط المعروفة وقتها، ولكن ما أطلقه الإعلام المايوي . في أن الأنصار حاولوا تدمير محلج ربك فهذا غير صحيح،

وقد أتى النظام بقوة مسلحة لاعتقال الإمام بالجزيرة أبا، وكانت القوة بقيادة العميد أبو الدهب، واصطدمت القوة . بحشود الأنصار الموجودة بالجاسر ، والجاسر هو الجسر الرملي الذي يربط بين الجزيرة أبا وضفتي شرقى النيل الأبيض.، ولم تستطع القوة الوصول للجزيرة أبا لوقوعها في أخطاء تكتيكية، لا نود الخوض فيها الآن.

وفقد السلاح الناري فعاليته بالتحام الأنصار بالمركبات العسكرية التي أتت لاعتقاله، ورغم ذلك فقد حملت قيادات الأنصار في الجاسر القوة المتكونة من العميد أبو الدهب والرائد عثمان الأمين إلى الإمام الهادي، وقد حملهم الإمام نفس الشروط التي قالها من قبل للوفود ثم أطلق سراحهم، وهذه إشارة واضحة إلى أن الإمام الهادي لم يكن يريد سفك الدماء بل كان يريد حلاً حتى مع القوة التي أتت لاعتقاله.”

وأضاف “استمر ضرب الجزيرة أبا لمدة ثلاثة أيام متواصلة، وكان الضرب الناري جواً وبحراً وبراً ثم انتقلت المعركة لربك. لفتح الطريق أمام الإمام الهادي، وأثناء تبادل إطلاق النار بين القوات الحكومية. وثوار الأنصار وبعض الإخوان المسلمين، وعلى رأسهم الشهيد محمد صالح عمر انطلقت شظايا النيران إلى محلج ربك وحدث حريق.

وكان ضمن الشهداء الشهيد محمد صالح عمر في تلك الأحداث الشهيرة، وهذا الحدث لمحلج ربك حدث بعد ثلاثة أيام متتالية. من ضرب الجزيرة أبا، ولم يسبق ضرب الجزيرة وما قاله النظام هو محاولة لذر الرماد على العيون.”

وحول تورط المخابرات المصرية والطيران المصري بواسطة ربانه اللواء الطيار محمد حسني مبارك خينها قال. ” عدد القتلى تجاوز سبعمائة شهيد، والمعروف أن أحداث الجزيرة أبا شاركت فيها ثلاث دول وهي ليبيا والاتحاد السوفيتي ومصر.، والأخيرة لم تشارك فعلياً في القصف.

بل كانت هناك استشارة فنية لحسني مبارك والذي نصح باستعمال نوع معين من الأسلحة، بدلاً من الأسلحة الفتاكة التي كان مقرراً الضرب بها، وقد قال مبارك هذه الأسلحة الفتاكة لا تحتملها الجزيرة أبا ونصح باستعمال نوع معين من الطائرات والقنابل.”

أما “الاتحاد السوفيتي نجح في اختراق حاجز الصوت، وشارك بطائرات الميج 21 والتي كانت حديثة في السودان.، ولم يكن الطيارون السودانيون يجيدون قيادتها لذا قادها الطيارون الروس.”

وأشار إلى أن كل المؤشرات كانت تدل على أن اليسار السوداني، خاصة الحزب الشيوعي والقوميين العرب. كانوا ضالعين في الأحداث وكانوا يصفون حزب الأمة، وجبهة الميثاق بأنهم قوة رجعية وكانوا يستخدمون ألفاظاً (تقدمية).

انقلاب حسن حسين:

قضى نميري بسهولة على الانقلاب الثاني بقيادة الضابط حسن حسين في سبتمبر عام 1975، ويقول حوله «انها محاولة محدودة ومعزولة . والدليل على ذلك، ان الذين اشتركوا فيها كانوا عبارة عن اعداد قليلة من الجنود وصغار الجنود . يجمعهم انتماؤهم العنصري إلى منطقة واحدة».

هجوم المرتزقة:

وفي عام 1976 خططت المعارضة السودانية من الخارج وتضم:

الحزب الشيوعي وحزب الامة والحزب الاتحادي الديمقراطي، والاخوان المسلمين . بالتعاون مع السلطات الليبية لانقلاب عسكري ضد نميري، عن طريق غزو الخرطوم بقوات سودانية . تدربت في ليبيا، بقيادة العقيد محمد نور سعد وكاد يستولي على السلطة، ولكنه احبط.

وقتل نميري المشاركين في الانقلاب بمن فيهم قائده، وأطلق على المحاولة هجوم المرتزقة في أدب النظام . وغزوة يوليو المباركة في أدب الانقلابيين.

تهجير الفلاشا :

ساهم جعفر النميري في إتمام أول عملية تهجير للآلاف من الفلاشا أطلق عليها اسم “عملية موسى”، وذلك في العام 1984. وتواصلت فيما بعد عمليات تهجير الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل، حيث هاجر أكثر من 20 ألفا من الفلاشا في العام 1985. في عملية أطلق عليها اسم ” عملية سبأ ” وذلك .

بفضل جورج بوش الأب نائب الرئيس الأمريكي وقتئذ، والذي زار الخرطوم من أجل طمأنة النميري وتأكيد الضمان الأمريكي .لنجاح العملية، ووافق النميري بشرط عدم توجه الطائرات الأمريكية التي ستنقل المهاجرين.، إلى تل أبيب مباشرة بل عبر مدينة أخرى، وعبر مطار مهجور” العزازا ” بشرق السودان بالقرب من مراكز تجمع الفلاشا.

تمكنت المخابرات الأمريكية وعملاؤها من تنفيذ العملية، ونقلتهم الطائرات العسكرية الأمريكية . مباشرة إلى مطار عسكري إسرائيلي في منطقة النقب.

إعدام محمود محمد طه:

أصدر الجمهوريون سنة 1983 كتابا عن الهوس الدينى على أثره أعتقل محمود محمد طه، ومعه ما يقرب الخمسين من الجمهوريين . لمدة ثمانية عشر شهرا، في نفس هذا العام صدرت قوانين الشريعة الأسلامية . والمسماة “بقوانين سبتمبر 1983″، فعارضها محمود محمد طه والجمهوريون وفي 25 ديسمبر 1984.

أصدر الجمهوريون منشورهم الشهير “هذا أو الطوفان” في مقاومة قوانين سبتمبر، أعتقل الجمهوريون . وهم يوزعون المنشور واعتقل محمود محمد طه، ومعه أربعة من تلاميذه وقدموا للمحاكمة . يوم 7 يناير 1985، وكان محمود محمد طه، قد أعلن عدم تعاونه مع تلك المحكمة الصورية، في كلمة مشهورة . فصدر الحكم بالأعدام ضده وضد الجمهوريين الأربعة، بتهمة أثارة الكراهية ضد الدولة،حولت محكمة أخرى التهمة إلى تهمة ردة..و أيد الرئيس جعفر نميرى الحكم ونفذ في صباح الجمعة 18 يناير 1985.

الانتفاضة علي جعفر النميري :

سافر جعفر النميري في رحلة علاج إلى واشنطن في الاسبوع الأخير من مارس عام1985، فبلغت مسببات الغضب على نظامه . درجاتها العليا، وخرج الناس إلى الشارع تقودهم النقابات، والاتحادات والأحزاب بصورة أعيت حيل أعتى نظام أمني بناه نميري . في سنوات حكمه، فأعلن وزير دفاع النظام آنذاك، الفريق عبد الرحمن سوار الذهب، انحياز القوات المسلحة للشعب.

حين كان جعفر النميري في الجو عائداً إلى الخرطوم ليحبط الانتفاضة الشعبية، ولكن معاونيه . نصحوه بتغيير وجهته إلى القاهرة، وقبل سقوطه بعامين كان قد رأت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.، أن سقوط نميري صار قريباً بسبب تطبيق الشريعة وتقسيم جنوب السودان لثلاث أقسام.

المنفى والعودة لجعفر النميري :

لجأ سياسياً إلى مصر عام 1985 إلى عام 2000 حيث عاد إلى السودان، وأعلن عن تشكيل حزب سياسي جديد . يحمل اسم تحالف قوى الشعب العاملة .

وفاته :

توفي جعفر النميري يوم السبت الموافق 30 مايو 2009 بعد صراع طويل مع المرض.