اسمه عيسى المسيح ابن مريم وسمى المسيح لأنه كان يسيح في الدنيا لم يكن لديه بيت كان يسير في الدنيا بين الناس.

وولادته كانت بمعجزة إلهية فأمه مريم ذهبت إلى شرق بيت المقدس وجعلت بينها وبين الناس حجاب ولم يكن أحد يدخل لديها وكانوا يضعون لها الطعام والله كان يرزقها الطعام، ولم يدخل عليها أحد إلى زكريا فقط، وكانت عابدة ناسكة وأرسل الله إليها جبريل عليه السلام ومن أخطاء النصارى العظيمة أنهم يعتبرون روح القدس هو الثالث للثلاثة يقولون ثلاثة الأب والابن وروح القدس، وفي الواقع انحرافهم فيه واضح فروح القدس هو جبريل عليه السلام.

بعدما ظهر لـ جبريل عليه السلام في صورة بشر رجل جميل جدًا في داخل الحجاب فتعجبت مريم ابنة عمران وتساءلت من هذا الذي دخل عليها، واستعاذت بالله عز وجل منه وطلبت منه ألا يمسها بسوء فقال إنما هو رسول من الله ليهب لها غلاما زكيًا، فتعجبت كيف يكون لها غلام ولم تعاشر رجل ولم تزني؟!

قال لها أن الأمر هين وأنه سيكون معجزة للناس من معجزات الله عز وجل ورحمة من الله بهؤلاء الناس المبعث لهم، وكان أمر مقضي ونفخ جبريل عليه السلام في جيب مريم وهو الشق الذي يكون في الصدر في الثوب.

عيسى المسيح

ونفخ فيها في جيبها كما جاء في الروايات الواضحة، ونزلت النفخة إليها فدخلت فيها فحملت فورًا، فحملت فلما حملت ظلت في المحراب معتزلة عن الناس لا يشعرون بها إلى أن شعرت بأنها ستلد، فابتعدت ومشت مسافة بعيدة عنهم حتى وصلت إلى بيت لحم.

وذهبت لمكان بعيد جدا عن قومها، قيل قرب بيت لحم جاءها المخاض وشعرت بالولادة فألجأها المخاض إلى جذع نخلة يعني نخلة ميتة ليس بها ورق، فخافت من الفضيحة وتساءلت كيف سترجع إلى قومها ومعها غلام، وتمنت الموت فسمعت نداء يناديها من تحتها قيل أنه عيسى عليه السلام، كلمها لما ولدته، وقيل إنه جبريل عليه السلام ناداها من تحت الأرض.

فقال لها لا تحزني أن الله جعل تحتها ماء سرت تحتها بمعجزة من عند الله عز وجل، وأمرها بهز جذع النخلة التي لجأت إليها ومعروف جذع النخلة لا يهتز لكن الله يريد أن يظهر معجزاته فتساقط منها التمر الرطب.

بالتالي كان معها الماء والطعام، لتأكل وتشرب ولا تخاف ولا تحزن فاستقرت بعدما كانت خائفة من الفضيحة وكيف ستعود إلى قومها وعرفت أن الأمر من عند الله وأنه تدخل إلهي، وجاء النداء حينما ترى أي انسان لا تكلمه، وتشير إليه فقط بالاشارات أنها صامت ولن تكلم أي انسان اليوم.

ورجعت إلى قومها وهي تحمل عيسى ابن مريم عليه السلام فقالوا لها يا مريم إنكِ جئتِ بشيء عظيم يا أخت هارون ( الرواية الأرجح أنه كان لديها أخ اسمه هارون وجاء في حديث

عيسى المسيح

صحيح لما أرسل أحد الصحابة إلى نصارى نجران فتلا عليهم الأيات المتعلقة بعيسى عليه السلام فقالوا له كيف تقولون عنها أخت هارون وهارون في زمن سحيق بعيد عنها فرجع وسأل النبي عليه السلام قال ألا تعلم أنهم كانوا يتسمون بأسماء الأنبياء).

وهناك بعض المفسرين يفسرون بأنها كانت مشهورة بالعبادة فكانوا يشبهونها بهارون عليه السلام وكلا الأمرين محتمل.

وقال بنو اسرائيل لـ مريم أن أبيكِ لم يكن سيء ولا أمك كذلك، إذًا كيف تفعلين ذلك وأمك وأبوك صالحين ؟

فلم ترد عليهم وأخذت تشير إلى الغلام ففهموا اشارتها! !

فقالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيًا؟! كيف تريدين أن نتحدث مع غلام رضيع في المهد لم يبلغ سن الكلام وهنا جاءت المعجزة العظيمة قال لهم: ” إني عبد الله”!!

فسكت الناس وأخذوا يسكتون بعضهم البعض، فأعاد عليهم قال : ” إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيًا، وجعلني مباركًا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حيًا وبرًا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيًا والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيًا”.

عيسى المسيح

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة “مريم”

وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (18) قَالَ

إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا (21) ۞ فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ ۖ سُبْحَانَهُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (36).

وهكذا كانت ولادة عيسى عليه السلام

يقول الله عز وجل: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ

اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (72) لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (74) مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ۚ وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76) (سورة المائدة).

اليهود لا يصدقون مريم ابنة عمران

ومنذ هذا اليوم وسموا مريم ابنة عمران بالبغي وسموا عيسى ابن مريم بابن البغي.

قال الله تعالي : وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) (سورة النساء).

يقول الله عز وجل: إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (59) (سورة آل عمران).

ذكر الله عز وجل: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا (88) لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا

(92) إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا (93) لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95) ( سورة مريم).

لم يتكلم عيسى عليه السلام في المهد إلا حينما جاءت أمه إلى بني اسرائيل، وبعدها تكلم وهو شاب وظهر عليه العلم, حينما أصبح شاب وخاف بنو اسرائيل منه وكان المنحرفين يخافون منه من أنه سيهلهكم وخافوا من أنه سيظهر فسادهم فبدءوا يتحرشون به ولكن أمه كانت تحرسه حراسة شديدة وكانت تخرج به خارج المدينة كثير من الأحيان. ولجأت به عند بيت المقدس عند تل بالقرب من بيت المقدس.

يقول الله: وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50) (سورة المؤمنون)

أي أنها سكنت في مكان مرتفع فيه الثمار وفيه الماء وبدأ عيسى عليه السلام يكبر وعليه علامات الصلاح والحكمة لكنه لم يؤت النبوة بعد وأن يدعوا الناس أنه نبي إلى أن صار عمره ثلاثين عامًا، وأعطاه الله الإنجيل وقتها وبدء يدعوا للرسالة.

الانجيل ينزل على عيسى بن مريم

وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (46) ( سورة المائدة).

وهنا رزقه الله الإنجيل وثبت التوراة ونسخ بعض ما فيها بالإنجيل الذي فيه الأحكام والشريعة الاسلامية.

معجزات نبي الله عيسى ابن مريم

وظهرت له المعجزات العظيمة المذكورة في القرءان الكريم

وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ

وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (49) ( سورة آل عمران )

وهو كان رسول لبني اسرائيل فقط وليس لجميع الخلق، وجاءت معجزاته التي رزقه الله اياها حتى يظهر أنه نبي، وليست معجزة واحدة بل معجزات متتالية أنه يقوم بالخلق من الطين شكل الطير فينفخ في فم الطير فيكون طيرًا بإذن الله تعالى. ورغم ذلك كان بنو اسرائيل يكذبون.

ومن معجزات عيسى عليه السلام أيضًا أنه يقوم بشفاء الأعمى ( الأكمه ) والمريض بمرض البرص وهو مرض جلدي يجعل الجلد أبيض، وكان الناس يهربون منه خوف العدوى.

ثم إن عيسى عليه السلام فعل لهم آيات أخرى أن ينبئهم بما يأكلون وما يدخرون في منازلهم.

ومن أعظم الآيات التي أظهرها عيسى بن مريم إحياء الموتى. ففي الروايات أنه أحيا أربعة من الموتى، منفصلات كل مرة حادث مختلف.

بنو اسرائيل يكفرون بـ عيسى بن مريم

كفر بنو اسرائيل بدعوة عيسى بن مريم، ولما أحس منهم الكفر تساءل من ينصرني ويؤمن بي بلا تردد فقال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون.

يقول الله سبحانه وتعالى في آية أخرى: ” يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله “.

وقيل أن عدد الحواريين 12 فقط وهم أنصار عيسى عليه السلام، وآمن جزء من بني اسرائيل وكفرت طائفة أخرى، وأيد الله المؤمنين على عدوهم وانتصروا عليهم.

فأيد الله النصارى على اليهود. وانقسم الناس ثلاثة أيام فقسم قال إن المسيح هو الله، وقسم قال المسيح هو ابن الله، وقسم قال هو عبد الله ورسوله وهم الموحدون من النصارى وتبع هذا القول أمة محمد صلى الله عليه وسلم فأظهر الله هذه الأمة على هذه الأمم السابقة.

فهكذا آمن الحواريون لكن عدد قليل وفي نفوسهم مع ذلك تردد، وفي يوم من الأيام قالوا قولة يريدون بها أن يتوثقوا من إيمانهم، ورغم كل المعجزات مازالوا مترددين.

الحواريون يطلبون من عيسى أن ينزل الله مائدة من السماء معجزة

يقول الله في سورة المائدة: وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111) إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ ۖ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (112) قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ ۖ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ (115) ( سورة المائدة).

وارتدى موسى عليه السلام بالثياب الصوف وألح بالدعاء والصلاة، فاستجاب الله سبحانه وتعالى له، وفي رواية أن الحواريين نادوا بني اسرائيل ليأكلوا منها.

ونزلت المائدة وأكلوا منها وظلّوا على الإيمان ما كفروا إلا واحد منهم خان عيسى.

فلما بدأت هذه المعجزات أن تظهر والناس تتحدث بها خاف اليهود أن دينهم يندثر فخافوا على سلطانهم الدنيوي والديني فيخرج منهم الملك

وسياسة أمور الناس، فتآمر أحبار اليهود وجاءوا إلى ملك تلك المناطق وكان يتبع للروم.

عيسى المسيح

فأخذ يحذرونه من عيسى عليه السلام وينبونه بأنه يقول أنه ملك اليهود وسيأخذ منك الملك فخاف هذا الملك على ملكه فأمر بالبحث عن عيسى ليقتلوه ويصلبوه فكان شأنهم الصلب، فلم كانوا يقتلون الرجل بل كانوا يضربون المسامير في يديه وفي وسطه وفي رجليه على الصليب فيموت على الصليب اختناقًا، فالرئة تنزل من هذا التعليق فلا يستطيع أن يتنفس وعادة يموت بعد يموت على الأقل من التعذيب، ويموت ليس من النزيف بل خنقًا.

فبدأت مؤامرة اليهود على عيسى عليه السلام لقتله وكان هذا بعد ارساله بثلاث سنين فقط ولم يصبروا عليه عليه السلام

يقول الله ” وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46)” ( سورة آل عمران .

يعني يكلم الناس في الولادة وهو في سن الثلاثين.

وجاءت روايات عن رفع عيسى عليه السلام إلى السماء، وهو اغلبه من الاسرائيليات وسيتم التجاوز عنها للتحريف الذي جرى في التوراة والإنجيل وسيتم الاكتفاء بالرواية التي في النسائي على شرط مسلم

عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: ” لما أراد الله أن يرفع عيسى إلى السماء خرج على أصحابه وفي البيت 12 منهم من الحواريين فخرج عليهم من عين في البيت ورأسه يقطر ماء فقال إن منكم مَن يكفر بـي 12 مرة بعدما آمن بي ثم قال أيكم يلقى عليه شبهي فيُقتل مكاني، فيكون معي في درجتي، فقام شاب من الحواريين من أحدثهم سنًا، فقال له عيسى عليه السلام له اجلس، ثم أعاد عليهم من مستعد أن يفدي نفسه بنفسي، كلهم ترددوا إلا هذا الشاب فقال أنا، فقال عيسى عليه السلام أنت هو ذاك”

فنزل عليه شبه عيسى وتغير شكله أمام أعينهم وصار شكله شكل عيسى عليه السلام.

عيسى المسيح

والحديث مازال متواصل (ورفع عيسى من روزنة في البيت إلى السماء وهم ينظرون) والروزنة هي الشباك في السقف.

قال ابن عباس: ” فجاء الطلب من اليهود فأخذوا الشبه فقتلوه ثم صلبوه فكفر به واحد من هؤلاء 12 مرة بعد أن آمن وافترقوا ثلاثة فرق فقالت طائفة كان الله فينا ما شاء ثم صعد إلى السماء وهؤلاء يسمون اليعقوبية وقالت فرقة كان فينا ابن الله ماشاء ثم رفعه الله إليه وهؤلاء النسطورية وقالت فرقة كان فينا عبد الله ورسلوه ماشاء ثم رفعه الله إليه وهؤلاء المسلمون، فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقتلوها فلم يزل الإسلام طامسًا حتى بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم فذلك قول الله تعالى فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين”.

الروايات أنهم أمسكوه الحواريون فكلهم قالوا انا اصحابه إلا واحد فأمسكوه وأطلقوه وجاءت الأدلة أنه صاحبه فجاءت الأدلة فأمسكوه 12 مرة فحلف أنه ليس صاحبه.

ثم إن اليهود خافوا أن تصبح فتنة وإن الذين بدءوا يتأثرون بهذا الدين يثأرون لأصحابهم فتركوهم واشترطوا عليهم عدم الدعوة بهذا الدين، وظل دين النصارى بالسر مائتين واربعين سنة في السر يدعون وبدأ الدين ينتشر لكن في السر ولم يظهر هذا الدين إلا حينما آمن به أحد ملوك الروم قسطنطين، لكن أدخل به شيء من الشركيات.

في الحديث أنهم ظلوا على التوحيد 240 سنة وكانوا يقدسون عيسى ولا يدرون كيف يفسرون هذه الأمور فجعل هو الذي يختار القساوسة والاحبار وبدأ الانحراف.

وهناك نصارى حتى الآن إلى اليوم فرقة تسمى الموحدة Unitarian ولهم كنائس وانجيل ليس فيه شرك ويسمى انجيل برنابة، مشهورين ولكنها فرقة قليلة جدًا من أقل فرق النصارى.

يقول الله عز وجل: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) ( سورة النساء).

وجعله الله سبحانه وتعالى من علامات الساعة

وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (61) (سورة الزخرف).

عيسى المسيح

وعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( أنا أولى الناسِ بِعِيسَى ابنِ مريمَ في الدنيا و الآخرةِ ، ليس بَيْنِي و بينَهُ نَبِيٌّ ، و الأنْبياءُ أوْلادُ عَلَّاتٍ ؛ أُمَّهاتُهُمْ شَتَّى ، و دِينُهُمْ واحِدٌ.).

وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس بيني وبينه نبي يعني عيسى وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض بين ممصرتين كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل فيقاتل الناس على الإسلام فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ويهلك المسيح الدجال فيمكث في الأرض أربعين سنة ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون”.

وينزل عند المنارة البيضاء من مسجد دمشق في آخر الزمان فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويعطل الملل يعني ينهي كل دين إلا دين الاسلام يعني يقضي على النصرانية حتى تهلك في زمانه كلها ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال الكذاب، ويظهر السلام ويعم الأرض في مجيء عيسى عليه السلام حتى ترتع الإبل جميعَا، ويلعب الصبيان والغلمان بالحيات لا يضر بعضهم بعضًا فيمكث ما شاء الله له أن يمكث.

وجاء في الحديث يمكث اربعين سنة حتى يموت. ويصلي عليه المسلمون

وفي يوم القيامة يقول الله عز وجل لعيسى: وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120) (سـورة المائدة).

أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه عيسى عليه السلام كسلسال لأنبياء بني اسرائيل وكانت المعجزة الأولى له هي ولادته من أمه مريم بدون أب، وحديثه وهو مولود ليبلغ رسالة الله سبحانه وتعالى، وفي تقريرنا التالي سنذكر معجزاته بالتفصيل:

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة ” مريم”

وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا (21) ۞ فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ

إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ ۖ سُبْحَانَهُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (36).

الانجيل ينزل على عيسى بن مريم

وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (46) ( سورة المائدة).

وهنا رزقه الله الإنجيل وثبت التوراة ونسخ بعض ما فيها بالإنجيل الذي فيه الأحكام والشريعة الاسلامية.

معجزات نبي الله عيسى ابن مريم

وظهرت له المعجزات العظيمة المذكورة في القرءان الكريم

وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (49) ( سورة آل عمران )

وهو كان رسول لبني اسرائيل فقط وليس لجميع الخلق، وجاءت معجزاته التي رزقه الله اياها حتى يظهر أنه نبي، وليست معجزة واحدة بل معجزات متتالية أنه يقوم بالخلق من الطين شكل الطير فينفخ في فم الطير فيكون طيرًا بإذن الله تعالى.

ورغم ذلك كان بنو اسرائيل يكذبون.

ومن معجزات عيسى عليه السلام أيضًا أنه يقوم بشفاء الأعمى ( الأكمه ) والمريض بمرض البرص وهو مرض جلدي يجعل الجلد أبيض، وكان الناس يهربون منه خوف العدوى.

ثم إن عيسى عليه السلام فعل لهم آيات أخرى أن ينبئهم بما يأكلون وما يدخرون في منازلهم.

ومن أعظم الآيات التي أظهرها عيسى بن مريم إحياء الموتى.

ففي الروايات أنه أحيا أربعة من الموتى، منفصلات كل مرة حادث مختلف.

بنو اسرائيل يكفرون بـ عيسى بن مريم

كفر بنو اسرائيل بدعوة عيسى بن مريم، ولما أحس منهم الكفر تساءل من ينصرني ويؤمن بي بلا تردد فقال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون.

يقول الله سبحانه وتعالى في آية أخرى: ” يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله “.

وقيل أن عدد الحواريين 12 فقط وهم أنصار عيسى عليه السلام، وآمن جزء من بني اسرائيل وكفرت طائفة أخرى، وأيد الله المؤمنين على عدوهم وانتصروا عليهم.

فأيد الله النصارى على اليهود.

وانقسم الناس ثلاثة أيام فقسم قال إن المسيح هو الله، وقسم قال المسيح هو ابن الله، وقسم قال هو عبد الله ورسوله وهم الموحدون من النصارى وتبع هذا القول أمة محمد صلى الله عليه وسلم فأظهر الله هذه الأمة على هذه الأمم السابقة.

فهكذا آمن الحواريون لكن عدد قليل وفي نفوسهم مع ذلك تردد، وفي يوم من الأيام قالوا قولة يريدون بها أن يتوثقوا من إيمانهم، ورغم كل المعجزات مازالوا مترددين.

الحواريون يطلبون من عيسى أن ينزل الله مائدة من السماء معجزة يقول الله في سورة المائدة: “وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111) إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ ۖ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (112) قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ ۖ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ (115) ( سورة المائدة)”.

وارتدى موسى عليه السلام بالثياب الصوف وألح بالدعاء والصلاة، فاستجاب الله سبحانه وتعالى له، وفي رواية أن الحواريين نادوا بني اسرائيل ليأكلوا منها.

ونزلت المائدة وأكلوا منها وظلّوا على الإيمان ما كفروا إلا واحد منهم خان عيسى.

فلما بدأت هذه المعجزات أن تظهر والناس تتحدث بها خاف اليهود أن دينهم يندثر فخافوا على سلطانهم الدنيوي والديني فيخرج منهم الملك وسياسة أمور الناس، فتآمر أحبار اليهود وجاءوا إلى ملك تلك المناطق وكان يتبع للروم.

فأخذ يحذرونه من عيسى عليه السلام وينبونه بأنه يقول أنه ملك اليهود وسيأخذ منك الملك فخاف هذا الملك على ملكه فأمر بالبحث عن عيسى ليقتلوه ويصلبوه فكان شأنهم الصلب، فلم كانوا يقتلون الرجل بل كانوا يضربون المسامير في يديه وفي وسطه وفي رجليه على الصليب فيموت

على الصليب اختناقًا، فالرئة تنزل من هذا التعليق فلا يستطيع أن يتنفس وعادة يموت بعد يموت على الأقل من التعذيب، ويموت ليس من النزيف بل خنقًا.

فبدأت مؤامرة اليهود على عيسى عليه السلام لقتله وكان هذا بعد ارساله بثلاث سنين فقط ولم يصبروا عليه عليه السلام

يقول الله ” وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46)” ( سورة آل عمران .

يعني يكلم الناس في الولادة وهو في سن الثلاثين.

وجاءت روايات عن رفع عيسى عليه السلام إلى السماء، وهو اغلبه من الاسرائيليات وسيتم التجاوز عنها للتحريف الذي جرى في التوراة والإنجيل وسيتم الاكتفاء بالرواية التي في النسائي على شرط مسلم

عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: ” لما أراد الله أن يرفع عيسى إلى السماء خرج على أصحابه وفي البيت 12 منهم من الحواريين فخرج عليهم من عين في البيت ورأسه يقطر ماء فقال إن منكم مَن يكفر بـي 12 مرة بعدما آمن بي ثم قال أيكم يلقى عليه شبهي فيُقتل مكاني، فيكون معي في درجتي، فقام شاب من الحواريين من أحدثهم سنًا، فقال له عيسى عليه السلام له اجلس، ثم أعاد عليهم من مستعد أن يفدي نفسه بنفسي، كلهم ترددوا إلا هذا الشاب فقال أنا، فقال عيسى عليه السلام أنت هو ذاك”

فنزل عليه شبه عيسى وتغير شكله أمام أعينهم وصار شكله شكل عيسى عليه السلام.