يُعتبر إنشاء سيرة ذاتيَّة قويَّة الخطوة الأولى للقبول في أي وظيفة ترغب في التَّقدُّم إليها، حيث تقوم بإضافة جميع المهارات المطلوبة لهذه الوظيفة في سيرتك الذاتيَّة للفت انتباه صاحب العمل إليك والانتقال إلى خطوة المُقابلة الشخصيَة ومن ثمَ القبول النهائي. ولكن ماذا عن الوظائف عن بُعد؟ هل يحتاج هذا النوع من الوظائف إلى سيرة ذاتيَة ذات طبيعة خاصَّة أو تشمل مهارات مُختلفة أو مُميزة؟
في الحقيقة، يُمكن الإجابة على هذا السؤال ب “نعم”، ولكن مع ذلك يبقى إنشاء سيرة ذاتيَة للتقديم على الوظائف عن بُعد أمراً ليس بالصّعب إذا اتَّبعت بعض الخطوات البسيطة. مهما كانت أسبابك للبحث عن وظيفة جديدة عن بُعد، يُمكنك إنشاء السيرة الذاتية المثاليَة والتي تساعدك في الحصول على وظيفة من المنزل.
لحُسن الحظ، لا تتطلَب كتابة سيرة ذاتية لوظيفة عن بُعد أي مهارات مُعقَدة. بل في الواقع، قد يكون لديك بالفعل المهارات التي تحتاجها لتكون مُوظَفًا ناجحًا عن بُعد. ومع ذلك، إذا كنت تريد إقناع صاحب العمل بأنَ لديك ما يلزم لتكون موظفًا عن بُعد، فسيتعيَن عليك تعلُم كيفيَة وضع مهاراتك في سيرتك الذاتيَة بالطريقة الصحيحة.
كيف تجهز سيرتك الذاتية للتقديم إلى الوظائف عن بعد؟
إن كنت ترغب بتجهيز سيرة ذاتية احترافيَّة لتكون موظَّفاً يعمل عن بعد، فهذه الخطوات ستساعدك على ذلك:
1- البحث عن الخبرة المطلوبة
على الرغم من كونك لم تعمَل من قبل في وظيفة عن بُعد – فصدِق أو لا تُصدِق – من المُحتمَل أن يكون لديك بالفعل خبرة في العمل عن بُعد. كل ما عليك فعله هو التفكير بتعمُق في مهاراتك وخبراتك لإيجاد الطريقة المثاليَة لكيفية إدراج العمل عن بُعد في سيرتك الذاتية.
جرب هذا: فكر في آخر وظيفة التَحقت بها والمهام التي قُمت بها يوميًا في هذه الوظيفة. الآن، قم بتحليل الطريقة التي أنجزت بها هذه المهام، هل تحدَثت إلى الأشخاص في مكتبك فقط. أم أنَك تحدثت أيضًا عبر الهاتف مع أشخاص في جميع أنحاء المدينة كل يوم؟ أو الدَّولة؟ أو رُبَّما تحدَثت مع أشخاص من جميع أنحاء العالم. إن لم تكُن قد لاحَظت، فكل هذا يُعتبر تجربة عمل عن بُعد.
كيف تعاونت مع أشخاص آخرين في المكتب في المشاريع المُشتركة؟ هل استخدمت المستندات المُشتركة أو بيانات الشركة المُخزَنة على “Google Drive” على سبيل المثال؟ ماذا عن أدوات إدارة المشروع؟ حتى لو استخدمت كل هذه الأشياء مع فريق شخصي، فهذه هي بالضبط أنواع المهارات والخبرات التي تحتاجها لتكون ناجحًا كموظف عن بُعد.
بالطبع، إذا كانت لديك خبرة عمل عن بُعد مدفوعة الأجر بدوام كامل. فيجب عليك تضمينها في سيرتك الذاتية عند التقدُم لوظيفة عن بُعد. ولكن، إذا كُنتَ قد عملت بدوام جزئي أو تطوعت ولديك مهارات وخبرات ذات صلة في العمل عن بعد. فهذا أمر مُهِم جدًا، ويجب عليك بالطبع إدراجه في سيرتك الذاتية. حتى لو كانت لديك خبرة غير مُباشرة (مثل حضور دروس عبر الإنترنت)، فإنَ ذلك يُعدُ تجربة مُفيدة عند البدء في وظيفة عن بُعد.
2- المهارات المطلوبة في سيرتك الذاتيَة
كقاعدةٍ عامَة، فإنَ العديد من المهارات الَّتي تحظى بها بالفعل هي بالتَّحديد نوع المهارات التي يُريدها أصحاب العمل في مُوظَّفيهم عن بُعد. في الواقع، قد تكون مُعظَم المهارات التي تحتاجها لتكون مُوظَفًا ناجحًا عن بُعد هي نفس المهارات التي تحتاجها لتكون مُوظَفًا ناجحًا في المُطلق بغضّ النَّظر عن مكان عَمَلك، فالأمر كله يكمُن في انتقاء المهارات الصحيحة التي تُوضح أنَك مُرشَح رائع لهذه الوظيفة عن بُعد ووضعها في سيرتك الذاتيَة. إذًا، ما هي المهارات التي يجب توضيحها في سيرتك الذاتية؟
1- الاستقلال والاستباقيَة
في كثيرٍ من النواحي، يتطلّب العمل عن بُعد القدرة على العمل بشكل مُنفرد. وعلى الرَّغم من أنَّ هذا لا يعني أنَّك لست جُزءًا من فريق، إلَّا أنَّ أصحاب العمل عن بُعد يتوقّعون منك أن تكون مُستقلّا بالشَّكل الكافي في العمل ولديك القُدرة على اتِّخاذ القرارات الصائبة ذاتيًّا. فليس من السَّهل التَّواصُل بشكلٍ مُستمرٍّ مع رئيسك أو زميلك في العمل للحصول على إجابة لسؤالٍ ما عندما يفصل بينكما آلاف الأميال فضلًا عن الفواصل الزَّمنيَة وفروق التَّوقيت.
في بيئة عملٍ بعيدة، عليكَ أن تجدَ أفضل طريقة لإنجاز مهامك والإجابة على أسئلتك. وبالإضافة إلى كونك مُستقِلًا، عليك أيضًا أن تكون استباقيًّا. هل البحث على الإنترنت يُجيب على سؤالك؟ ام هل هناك زميل آخر يمكنه مساعدتك؟ او هل توجد قاعدة بيانات قابلة للبحث تمتلكها شركتك حتى تتمكَّن من العثور على الإجابة؟
أن تكون مُستقلًّا واستباقيًّا يعني إنجاز عملك وإيجاد حلول إبداعيَّة للتَّحديات الَّتي تواجهها بمفردك وفي أسرع وقت.
2- التحفيز الذاتي
في معظم بيئات العمل عن بُعد، لا أحد يُراقبك. والأهم من ذلك، بدون التفاعل وجهاً لوجه، لا يوجد أحدٌ لتحفيزك أيضًا. إذًا، فالأمر متروكٌ لك وحدك لتظل مُركِزًا على مهامك، وتحفّز نفسك للالتزام بإنهاء جميع مهامّك على النحو المطلوب.
3- مهارة التواصل
يحتاج المُوظَفون عن بعد إلى مهارات تواصُل مُمتازة. عندما تكون جميع تفاعلاتك من خلال شاشة وليس وجهًا لوجه، فإنَّ قُدرتك على التَّواصُل بوضوح ودقَة تُصبح جزءًا أساسيًا من إنجاز المُهمّة. حيث أنَّه بدون مهارات تواصل مُمتازة – أو حتى مقبولة – قد تجد نفسك مُضطرًا بشكلٍ مُستمرٍّ إلى تصحيح سوء الفهم النّاتج عن عدم التَّواصُل بكفاءة.
الخبرة التكنولوجيَة
عندما تعمل عن بُعد، ستكون أنت نفسك بمثابة المسؤول التقنيّ الخاصّ بك. حتّى إذا كان لدى شركتك فريق تقنيّ لإصلاح أيّ عيوب تقنيَّة. فمثلًا إذا أصبحت شاشتك سوداء فجأة، فالأمر متروك لك وحدك في هذه اللَّحظة لإصلاح المُشكلة بسرعة حتى تتمكَّن من العودة إلى العمل.
ومع ذلك، فإن كونك خبيرًا في التّكنولوجيا لا يعني فقط حلّ مُشكلات الأجهزة، بل يتطلَب ذلك أيضًا قدرتك على التَّعلُّم والتَّكيُّف مع الأدوات والتّكنولوجيا الجديدة بسرعة.
3- طريقة عرض المهارات في سيرتك الذاتية
بمُجرَد تحديد المهارات التي ستكتُبها في سيرتك الذّاتيَّة، عليك معرفة كيفيَّة عرضها بالشَّكل الصَّحيح. على سبيل المثال، إنَّ العمل مع عُملاء في بلدٍ آخر هو إحدى الخبرات والمهارات المُمتازة للقبول في الوظيفة، ستحتاج إلى التَّسويق لنفسك وإظهار هذه المهارة بأفضل شكل مُمكِن وتوضيح أنَّك الشَّخص المُناسب وذلك من خلال تضمين ما يأتي:
نبذة عن مؤهلاتك
يُعتبر مُلخَّص المؤهّلات الموجود في الجزء العلوي من سيرتك الذاتية أوَل ما يراه مُدير التوظيف. لذلك يُعتبر مكانًا مُمتازًا لتلخيص مؤهلاتك ومهاراتك للعمل عن بعد. يُمكنك إمَا أن تذكر مؤهلاتك بشكلٍ مُباشر أو أن تُسلِّط الضَّوء على المهارات الخاصَّة بك والَّتي تؤهّلك للحصول على الوظيفة. على سبيل المثال:
- خبرة العمل مع فريق عبر فوارق زمنيَّة مُتعددة أثناء العمل في بيئات مُختلفة.
- ستّ سنوات من الخِبرة في العمل عن بُعد.
- مهارات تواصل كتابيَّة وشفويَّة مُمتازة.
قسم المهارات
يُعدّ قسم المهارات في سيرتك الذّاتيَّة مكانًا رائعًا لإظهار المهارات ذات الصِّلة الَّتي تحتاجها الوظيفة. على سبيل المثال، إذا كنت تريد إبراز مهارات التَّعاون لديك. فتحدَّث عن تجربتك في التَّعامُل مع المستندات المُشتركة أو أدوات إدارة المشاريع عبر الإنترنت. اذكر مهاراتك وخبراتك التقنيَّة مع أدوات خاصَّة مثل Google Drive أو Zoom أو Trello أو Dropbox أو SharePoint.
المُسمّى الوظيفيّ
هناك طريقة أخرى للفت الانتباه إلى خِبراتك العمليَّة ومهاراتك وهي إضافة كلمة “عن بُعد” كجزء من المُسمّى الوظيفيّ لكل وظيفةٍ في سيرتك الذاتيَة. على سبيل المثال، بدلاً من استخدام الآتي في سيرتك الذاتية للعمل عن بُعد:
مُدير التَّسويق
شركة (….) من 2012 إلى 2015.
استخدم هذا:
مُدير التَّسويق (عن بُعد)
شركة (….) من 2012 إلى 2015.
الفارق يبدو بسيطًا لكنَه وبلا شك يُحدث فرقًا كبيرًا!
تاريخ العمل
في حالة مُمارسة تجربة العمل عن بُعد لفترةٍ زمنيَة ما، يجب عليك تضمين خبرتك هذه كجُزء من تاريخك المهنيّ في السيرة الذاتيَة. على سبيل المثال:
مُدرس خاص (منذ 2017 – حتى الآن)
كان دوري الوظيفي مُتمثلًا في إعداد دروس أونلاين عبر Zoom لعددٍ من الطُلاب.
مرةً أُخرى، الفارق يبدو خفيًا، ولكن قد يكون ميزةً مُهمَة تحتاجها للحصول على هذه الوظيفة عن بُعد.
تحسين سيرتك الذاتية
والآن وبعد أن تعلَمت كيفية وضع مهاراتك بالشكل المطلوب في سيرتك الذاتيَة. إليك بعض النصائح الإضافيَة للتأكُد من قبولك بشكل نهائي:
1- خصِص سيرتك الذاتيَة
كقاعدةٍ عامَة، يجب عليك دائمًا تخصيص سيرتك الذّاتيَّة أو خطاب التَّغطية لكل وظيفةٍ تتقدَّم إليها وألّا تكتُب سيرة ذاتيَّة واحدة أو خطاب تغطية واحد لجميع الوظائف الَّتي تتقدَّم إليها.
2- استخدم الكلمات الرئيسية
لمساعدة سيرتك الذاتية في الصعود إلى “قمة الكومة” والمُنافسة بين مئات السير الذاتيَّة الأُخرى. تأكَّد من تحديد الكلمات الرئيسيَّة وتضمينها في السيرة الذاتيَّة. الكلمات الرئيسيَة هي تلك الكلمات الأساسيَة التي يستخدمها صاحب العمل في إعلان الوظيفة. من السَّهل عليك تحديدها ومن المهم جدًا نشرها في سيرتك الذاتية.
عندما تستخدم الكلمات الرَّئيسيَّة من إعلان الوظيفة وتكتبها في سيرتك الذاتية، فإنَك تَتمتَّع بفرصة أفضل لتجاوز أنظمة تتبُّع السير الذاتيَة للمُتقدّمين (ATS). حيث تمَ برمجة هذه الأنظمة للبحث عن كلمات رئيسيَّة مُعيَّنة، وعدم تضمينها في سيرتك الذاتية يجعل من غير المُرجَح أن تصل سيرتك الذاتيَة إلى مُدير التوظيف شخصيًّا.
يُظهِر استخدام الكلمات الرَّئيسيَّة أيضًا أنك وصاحب العمل تتحدّثان نفس اللُّغة. على سبيل المثال، إذا رأيت أنَ صاحب العمل يشير في إعلان وظيفة إداريَّة في فُندق إلى الجمهور المُستهدف باسم “النُّزلاء” وليس “العُملاء”، فتأكَد من أنَّك ستكتُب الأولى وليس الثّانية.
تذكَّر دومًا أن تمنح الأولويَّة للكلمات الرَّئيسيَة الخاصَّة بطبيعة العمل عن بُعد المذكورة في إعلان الوظيفة. على سبيل المثال، إذا رأيت “Google Suite” مذكورًا عِدَّة مرات في إعلان الوظيفة، فمن المُحتمَل أن تكون هذه كلمة رئيسيَّة. لذلك، تأكَّد من ذكر خبرتك في استخدام “Google Suite” وليس “Google Drive”.
أيضًا، كُن حريصًا على استخدام الكلمات الرَّئيسية تمامًا كما هي بلا أي تعديل أو كتابة مُترادفات. على سبيل المثال، إذا كانت الكلمة الرئيسية لإعلان وظيفةٍ ما هي “الاهتمام بالتفاصيل”، فلا تكتب “التركيز على التفاصيل”. أو إذا كان الإعلان الوظيفي يذكر جملة “بيئة عمل افتراضيَّة” فلا تكتب “بيئة عمل عن بُعد” … وهكذا.
3- أظهر استفادتك من فترة الوباء
أحد الجوانب الإيجابيَة لفترة وباء COVID-19 هو أنَه بين عشيَة وضُحاها، اكتسب الكثير من الناس فجأة خبرة العمل عن بُعد. اذكر في السّيرة الذاتيَّة أنَّ طبيعة عملك في هذه الفترة تحوَّلت من نظام العمل المكتبيّ التَّقليديّ إلى نظام العمل عن بُعد، ثم قم بتضمين بعض التّفاصيل. ناقش كيف تكيَّفت مع هذا التَّغيُّر المفاجئ في ظروف العمل، وكيف أنَ إنتاجيَّتك وأداءك لم يتضررا أبدًا من هذا التغيُر. ثم تحدَّث عن كُلّ التَّجارب الَّتي لديك الآن مع تطبيقَي Zoom أو Slack. يُمكن أن تحدث هذه التَّفاصيل فرقًا كبيرًا في سيرتك الذاتيَّة وتساعدك على التميُّز عن المتقدمين الآخرين.