صفات تميز رواد الأعمال
حتى تكون رياديًا قادرًا على الخروج بالأفكار الإبتكارية ومن ثمّ العمل على تطبيقها، تحتاج إلى سمات شخصية معيّنة تساعدك على الاستمرار في هذا الطريق وتقبّل عدم نجاح بعض الأفكار. وهو أمر شائع للغاية في عالم الأعمال.
في الواقع، وبحسب إحصائيات مكتب إحصاءات العمل Bureau of Labor Statistics في الولايات المتحدة الأمريكية، تبيّن أنّ ما نسبته 50% من المشاريع الصغيرة في البلاد تفشل خلال سنواتها الأربع الأولى.
ليس أمرًا مشجّعًا يدفعك لترك وظيفتك الحالية من أجل افتتاح مشروعك الخاص! أليس كذلك؟
كن، ليس هذا ما يراه الريادي الحقيقي، لأنه لا يركّز على المخاطرة بقدر ما يركّز المكافأة في نهاية المطاف. الريادي الحقيقي يعلم تمامًا كيف يحوّل أحلامه إلى حقيقة من خلال تخصيص ما يكفي من الوقت والجهد لذلك.
إن كنت تطمح لأن تصبح ريادي أعمال، عليك أوّلاً امتلاك السمات الشخصية المناسبة والسلوك الأمثل لتحقيق النجاح في هذا المجال، وفي مقال اليوم سنعرض لكم أهمّ 10 سِمات يتصف بها الرياديون الناجحون.
1- الإبداعية
تبدأ ريادة الأعمال بفكرة. وحتى تكون رياديًا ناجحًا عليك أن تبحث دومًا عن أفكار جديدة وطرق للقيام بالأمور على نحو أفضل.
في مقابلة نُشرت في كتاب “Reflections on Success” للكاتب مارتن لويس، يقول مؤسس خطوط فيرجن الجوية، ريتشارد برانسون: “لم أدخل عالم الأعمال من أجل المال، ولكن دخلته لإيماني بأني قادر على القيام بالأمور بطريقة أفضل من الطرق السائدة آنذاك. بل في كثير من الأحيان، كان ذلك نابعًا من شعوري بالاستياء الشديد حيال الطريقة التي ينفّذ بها الآخرون الأمور من ولي.”
باختصار، روّاد الأعمال الناجحون لم يكونوا راضين عن الأمور كما هي، إنهم يفكّرون خارج الصندوق ويبحثون على الدوام عن فرص جديدة للخروج بحلول إبداعية للمشكلات.
اقرأ أيضًا: رواد الأعمال: اسباب فشل مشروعات الأعمال
2- الشغف
لعلّ هذه السمة هي الأهمّ على الإطلاق بالنسبة للريادي الناجح. إنها في الواقع من أساسيات نجاح أيّ رجل أعمال أو حتى موظف في مسيرته المهنية. فمن دون شغف، ليس هنالك سبب للعمل ولا دافع للقيام به.
الرياديون يحبّون ما يفعلون، ويكرّسون كامل طاقتهم وجهدهم لهذا المشروع الذي قاموا بتأسيسه.
حتى تكون ناجحًا في عالم الريادة، لابدّ أن تثق بنفسك وبمشروعك، كما يجب أن تكون استباقيًا في كلّ ما تفعله وفي كيفية القيام به أيضًا.
3- الحماس والدافعية
في إحدى اللقاءات مع مؤسس شركة Apple، يقول ستيف جوبز: “أنا مقتنع كلّ الاقتناع أنّ ما يفصل بين روّاد الأعمال الناجحين وغير الناجحين هو المثابرة الخالصة.”
بسبب شغفهم لأفكارهم، نجد أنّ الرياديين الناجحين مستعدّون لقضاء ساعات طويلة وبذل جهد كبير من أجل إطلاق مشروعهم وإدارته كي ينجح. فهل تملك هذه الدافعية وهذا الحافز النابع من داخلك؟
أن تكون رياديًا، يعني أنّك صاحب العمل، وهذا بدوره يعني أنّه ما من أحد سيطلب منك القيام بأي عمل، أو كيفية القيام به. أنت وحدك مسؤول عن وقتك وكيفية قضائه بما يحقّق لك النجاح الذي تسعى إليه.
4- التفاؤل
هل ترى النصف الممتلئ من الكأس أم النصف الفارغ منه؟!
بالنسبة لروّاد الأعمال الناجحين، فالكأس دائمًا ممتلئ إلى النصف. إنّهم ينظرون دومًا للجانب المشرق وتجدهم يحلمون على الدوام. إنّهم يركّزون دومًا على كيفية قيامهم بالأمور على نحو أفضل، وجعل العالم مكانًا أفضل للعيش. إنهم لا يعيشون في الماضي ولا يركّزون على ما هو سلبي. بدلاً من ذلك، نجدهم حريصين على التقدّم إلى الأمام وتحقيق المزيد من النجاح.
اقرأ أيضًا: رواد الأعمال: أفكار مشاريع مربحة
5- التركيز على المستقبل
نظرًا لأن الريادي الناجح يسعى دومًا للتقدّم إلى الأمام، فهو يركّز دائمًا على المستقبل. إنه يعلم تمامًا ما يريد، لذا فهو يضع لنفسه أهدافًا ذكيّة محدّدة، ويفعل بعدها كلّ ما يلزم لتحقيق هذه الأهداف.
عندما تمتلك رؤية قويّة للمستقبل، ستشكّل لك دافعًا للمضي قدُمًا. فاحرص إذن على وضع هدف لنفسك حتى يكون بمثابة نجم الشمال الذي يدلّك على الطريق إلى النجاح.
6- الإقناع
حتى تكون ناجحًا في عالم الأعمال، عليك أن تعرف عالم الأعمال جيّدًا. إن كنت شخصًا اجتماعيًا وقادرًا على جعل الآخرين ينصتون إليك، فأمامك فرصة كبيرة لتصبح رياديًا ناجحًا.
وتزداد أهمية هذه السمة في بداية المسيرة الريادية، حيث يحتاج الرياديون هنا إلى إقناع الآخرين بأفكارهم الكبيرة. إن كانت هذه الفكرة غير اعتيادية (وهي غالبًا كذلك)، سيكون هنالك الكثير من الأشخاص المشكّكين ومتخوّفين من تقديم أيّ دعم أو استثمار مالي.
وهنا لابدّ للريادي الناجح أن يكون قادرًا على استخدام مهاراته في الإقناع ليسوّق نفسه وفكرته.
7- المرونة
في بداية مسيرتك كريادي، قد تضطر للعمل وحيدًا لبعض الوقت، وفي الكثير من الأحيان قد لا تملك رفاهية توظيف فريق عمل، فينتهي بك الأمر متسلّمًا عدّة مهام، قد تكون رئيس العمل، والسكرتير والمحاسب في الوقت ذاته.
وهنا لابدّ أن تكون قادرًا على التكيّف مع المواقف غير الاعتيادية، فهذا ما يميّز الرياديين الناجحين: المرونة، والقدرة بل والرغبة أيضًا في تعلّم أمور جديدة. إنهم منفتحون على التغيير ويتقبّلونه بروح رياضية ما دام يسهم في نجاحهم.
اقرأ أيضًا: رواد الأعمال: برامج التطوير الوظيفي
8- الدهاء وسعة الحيلة
في عالم الأعمال، المشكلات ليست سوى مسألة وقت. لكن الرياديين الناجحين لا يتهرّبون من التحدّيات والمعيقات، بل يواجهونها بقوّة ويسعون للعثور على حلول لها. إنهم يدركون كيف يحلّون المشكلات بفعالية.
ليس هذا وحسب، إذ أنّهم يتمتّعون بسعة الحيلة والدهاء، ويحسنون الاستفادة من كلّ ما يملكون سواءً كان ذلك مالاً أو وقتًا أو جهدًا، فكلّ شيء لديهم يسير وفق خطّة محكمة ولأجل هدف محدّد.
9- روح المغامرة
يقول مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ في إحدى مقابلاته: “في عالم يشهد الكثير من التغييرات، تكمن المخاطرة الأكبر في عدم خوض أيّ مخاطرة!”
يدرك روّاد الأعمال أنه ولتحقيق النجاح، لابدّ من خوض المخاطر. وعلى الرغم من أنّهم لا يخشون القيام بذلك، إلاّ أنهم لا يستهينون بها أيضًا، فهم يخطّطون جيّدًا للمجهول، ويتخذون بناءً على ذلك أفضل القرارات التي تخدمهم وتخدم أعمالهم.
اقرأ أيضًا: رواد الأعمال: خطوات للربح من العمل الحر عبر الانترنت
10- الحزم
لا مجال للتأخير والتأجيل في عالم الأعمال. فالريادي الناجح يعرف ما الذي يجب فعله، ولا يتردد في اتخاذ القرارات التي توصله للنجاح. إنه لا يسمح للفرص أن تفلت من بين يديه، وبدلاً من ذلك نجد أنّه يقتنصها وينهي ما عليه من واجبات أوّلاً بأول.
إذن هل تمتلك أيًّا من هذه الصفات؟ وهل ترغب في اكتساب أو تطوير أيّ منها؟ شاركنا إجاباتك وأفكارك من خلال التعليقات، ولا تتردّد في التسجيل في موقعنا، لتصلك أحدث المقالات والفرص في مجال الريادة.