هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل وظائفنا الحالية؟
بالرغم من التخويف الدائم بشأن قلة الاعتماد على الأيدي العاملة، مستقبلًا بسبب الذكاء الاصطناعي. إلا أنه في الغالب لن يستطيع ، أن يحل محل العديد من الوظائف، فوفقًا لForrester. فإن توقعاته هي أن يحتل 1.5% فقط من الوظائف، في العام 2030. وهذه النسبة ضئيلة جدًا مقارنًا بما يروج به في وسائل التواصل الاجتماعي. لكن بعض الوظائف أكثر عرضةً للزوال من غيرها مثل المدققين اللغويين، والمساعدين القانونيين..ألخ.
يتم تحديد هذا المعيار في مدى إمكانية أتمتة هذه الوظائف. على المدى القريب. وبالمثال يتضح المقال: كانت المصانع سابقًا تستخدم الأيدي العاملة، في كل شيء تقريبًا لكنها قللت الأيدي البشرية تدريجيًا، من خلال أتمتة صناعة وتركيب بعض القطع. الأمر نفسه يحدث اليوم، حيث لا يمكن الاستغناء كليًا عن القدرات البشرية، الفريدة لكن يتم التقليل تدريجيًا. هل أنت خائف من فقدان وظيفتك؟ من حقك أن تخاف على وظيفتك خاصًا إذا كنت تعمل أعمالًا روتينية، وتفتقد إلى التميّز والإبداع.
توقعات مستقبله، تشير إلى أن أي وظيفة ممكنة الاتمتة سواءً من خلال الروبوتات، أو برمجيات الذكاء الاصطناعي. معرّضة للفقدان أكثر من غيرها، هذا يعني أن التطور والفهم العميق، لمجال عملك الوظيفي يلعب دورًا أساسيًا، فالخبراء المتقنين للمجالات لن يتم الاستغناء عنهم على عكس العمّال العاديين.
“اقرأ أيضًا: لماذا يتحدث الجميع عن الذكاء الاصطناعي،،،،،،،،،،،،،،.
توقعات مستقبل الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الأمن السيبراني:
يعد مستقبل الذكاء الاصطناعي. حافلًا بالأحداث وخاصًا تلك المتعلّقة بالأمن السيبراني والاختراقات، ومن أبرز التوقعات في مستقبله. التي ستطرأ على مجال أمن المعلومات هي:
تطور تقنيات التصيد الإلكتروني Phishing:
تحدث هجمات التصيّد الإلكتروني عندما ينتحل شخص محتال شخصية، فرد في الشركة أو المؤسسة بغرض سرقة معلوماتها. يحدث هذا أيضًا مع البيانات الشخصية، حتى مع طول خبرتك في الكشف عن أساليب التصيّد إلا أن الهاكرز.، يطورون تقنياتهم وأساليبهم باستمرار وبشكل غير متوقع.
سيكون من الصعب في العام 2024، التعرف على رسائل السبام والتصيّد الإلكتروني، وذلك نظرًا لاستخدام الهاكرز المخرّبين تقنيات الذكاء الاصطناعي. وخاصة التي تولد نصوص مثل ChatGPT، في صياغة أكثر رسائل التصيّد احترافيًا ودهاءً.
كانت تقنيات الكشف السابقة تعتمد على عدة عوامل، مثل الأخطاء الإملائية، في الرسائل والتناقض في الكلام والإلحاح الشديد. واحتواء الرسالة على روابط تحمل برامج ضارة، لكن الذكاء الاصطناعي، اليوم يمكنه أن يتجاوز كل هذه الأشياء،. من توليد نص خالي تمامًا من الأخطاء، إلى كتابة رسالة لبقة جدًا يصعب كشفها من خلال هذه الخوارزميات.
الاعتماد على النماذج الخاصة :
ربما رأيت ظهور نماذج ذكاء اصطناعي مستنبطة في الأصل من ChatGPT-3،،،،،،،،،،،،،،، لمهام متخصصة أكثر مثل HackerGPT، الذي يساعد الباحثيين الأمنيين، وWormGPT و WolfGPT، اللذان يساعدان على كتابة الأكواد الخبيثة مثل الديدان وبرامج الفدية وكافة أنواع المالوير. بالإضافة إلى نماذج خاصة انتجتها شركة Openai، تساعد المهندسين وخبراء القانون والمبرمجين على إتمام عملهم بسهولة أكبر.
تطور تقنية التزييف العميق (DeepFake) وتأثيرها :
هي تقنية تعمل إنتاج فيديوهات مفبركة، على سبيل المثال عن مسؤول رفيع المستوى، أو شخص مؤثر على وسائل التواصل،. بحيث يصعب الحكم ما إذا كان الفيديو صادقًا أم كاذبًا.
تقنية التزييف العميق DeepFake، هي أحد التقنيات التي تشكل خطرًا على الدول والشركات. فهي تسهّل نقل الإشاعات والكلام الخاطئ، وتوجيه الرأي العام لدى الشعوب. ومع قرب الانتخابات ستتضرر الدول كثيرًا، فلا ننسى أنها تضررت في الانتخابات السابقة، من هذه التقنية بالذات، لكن لم يكن الذكاء الاصطناعي منتشرًا مثل اليوم.
حتى وصل الأمر إلى أن الكثير من المواقع الإلكترونية، تعرض لك إمكانية تزييف الصوت من خلال إرسال مقطع صوتي طويل.، لأي شخص لتحليله بالذكاء. مما يسبب معضلة حقيقية تستوجب وضع حد صارم لها.
لم يكن الجميع قادرين على تجنب مثل هذه الحيل، ففي عام 2019 تم خداع موظف، في شركة بريطانية لتحويل 250 ألف دولار أمريكي. (أي حوالي 0.9 مليون بالريال السعودي)،من خلال مكالمة ينتحل فيها شخصية المدير التنفيذي، نفس الشيء حصل مع بنك في هونغ كونغ، حيث خسر ما يعادل 35 مليون دولار (ما يعادل 131 مليون ريال سعودي) بسبب مكالمة هاتفية مزيّفة.
كيف سيستفيد منه مختصي الأمن؟
بالرغم من تنوع أضراره، إلا أنه يشكل دور كبير في تحسين الأمن السيبراني، بالنسبة لفرق الحماية واختبار الاختراق في المؤسسة.، حيث أثبت جدارته في الكشف عن التهديدات الأمنية. وتحليل سلوك المستخدمين، والاستجابة للحوادث الأمنية، وغيرها من المهام. لقد استخدمت بعض المنتجات الذكاء الاصطناعي، لتطوير وزيادة كفاءة العمليات في الأمن السيبراني، وSIEM. مثل برنامج Log306، ونظام ADAudit Plus.
“اطلع أيضًا على: الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام،،،،،،،،،،،،،،.
توقعات مستقبل الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط :
سيلعب الذكاء دورًا مهمًا للغاية، في اقتصاد الشرق الأوسط في السنوات السبع القادمة، فوفقًا لتقديرات موقع pwc.com، فإنه من المتوقع أن تحقق منطقة الشرق الأوسط، فوائد تقدّر بحوالي 2%. من إجمالي الفوائد العالمية من الذكاء الاصطناعي للعام 2030، أي ما يعادل 320 مليار دولار، ويتوقع أيضًا أن تحتل المملكة العربية السعودية الصدارة بأكثر من 135 مليار. دولار تليها الإمارات العربية المتحدة. بالإضافة إلى أن مستقبل الذكاء الاصطناعي ينمو بمعدل عالي يصل إلى 20-34%.
تقييد نشاط استخدام الذكاء الاصطناعي من خلال التشريعات:
كشفت عدة أبحاث أجرتها شركة BlackBerry، أن 75% من المؤسسات تدعم فكرة حظر ChatGPT. وتطبيقات الذكاء. التي تولد نصوص في مكان العمل، لماذا؟ إن إخبار بوتات الذكاء، بأسئلة متعلقة بالشركة. قد يعرّض بياناتها للكشف في حال حدوث خرق أمني. في البوت، مما يعطي سببًا وجيهًا لهذه الشركات، بحظر استخدام هذه البوتات. داخل بيئة العمل. من ناحية أخرى أيضًا يستخدم الذكاء الاصطناعي، من قبل بعض العصابات الإلكترونية. في قضايا عدة، مثل الابتزاز وسرقة المعلومات، وكتابة البرمجيات الخبيثة، عالية الدقة، أضف إلى ذلك أنها لا تتطلب خبرة سابقة في لغات البرمجة.
بدأت بعض الدول فعلًا سن قوانين تقييد استخدام الذكاء ، في بعض الحالات، أبرز هذه الدول هي الولايات المتحدة، وبالتحديد ولاية تكساس وواشنطن وكاليفورنيا ومينيسوتا حيث لم تنتظر الكونجرس حتى يصدر قانونًا يضبط فيه استخدام الذكاء الاصطناعي، بل بادرت على الفور في سن قوانين تنظم وسائط السوشال ميديا واستعمالها للذكاء الاصطناعي في الإعلانات المتعلقة بالانتخابات.
أسئلة لا تزال عالقة في البال :،
ويبقى السؤال، إلى أي مدى يمكن أن نثق بتقنيات الذكاء الاصطناعي؟ هل سنمنحها كامل الصلاحيات يومًا ما؟. هل يمكن أن تتخذ قراراتنا المصيرية؟. في الحقيقة يحتاج الأمر إلى سنوات عديدة، حتى تتضح أجوبة هذه الأسئلة، لكن مما لا شك فيه أن ثقتنا واعتمادنا على هذه التقنية يزداد يومًا بعد يوم.