نبذة عن تخصص التصميم الداخلي

هل تخيلت منزلك، أو مدرستك، أو جامعتك، أو مكان عملك بمبنى وشكلٍ خارجي فقط دون تصميمًا من داخل المبنى؟

هل تعلم أن تصميم المبنى من الداخل هو الأمر الأساسي الذي يضمن الأمن، والراحة النفسية للأشخاص. وبناءً على ذلك، يُعتبَر التصميم الداخلي، أو بكلمات أخرى هندسة الديكور الفن والعلم الذي يُعزِّز ويُحسِّن المباني من الداخل، ويزيد من الناحية الجمالية خاصتهم. ويُوفِّر هذا الأمر البيئة المناسبة والمريحة للناس.

 كما يسعى تخصص “التصميم الداخلي” أو ما يُطلق عليه باللغة الإنجليزية “Interior Design” إلى تصميم وتخطيط الفراغات، والمساحات الداخلية التي تُلبِّي احتياجات الناس المادية، والاجتماعية. كما يلعب الدور الرئيسي والجوهري في الحفاظ على سلامة المبنى. فلا سلامة لمبنى لم يُصمَّم داخليًا بناءً على المعايير الأساسية للبناء.

تتألَّف جوانب التصميم الداخلي من جوانب تقنية، وجوانب تخطيطية. هذا بالإضافة إلى اهتمامه بالنواحي الفنية والجمالية كذلك.

يهدف تخصص التصميم الداخلي إلى إعداد طلبة مزودين بالمعرفة والدراية التامة فيما يخص نواحي هذا التخصص من نواحٍ عملية، نظرية، وفنية سواءً كان ذلك على الصعيد التجاري، أو السكني.

دعونا نتعرَّف في مقال اليوم على أهمية العمارة الداخلية، والتي تُعَد بمثابة تزيين الفراغ الداخلي للغُرف والمباني بحيث تمتلك الطابع الجذّاب، وسلاسة الاستخدام في الوقت ذاته.

السمات الشخصية لروَّاد تخصص التصميم الداخلي

لا بد أنْ يمتلك المصمم الداخلي مؤهلات علمية، وصفات وسمات شخصية، ومهارات عملية، بالإضافة إلى بعض أسرار النجاح والتميُّز في المجال! تعرَّف عليها الآن:

  • المؤهلات العلمية:
    • لا يُشترط الحصول على معدل عالٍ في الثانوية العامة، وليس بالضرورة الالتحاق بمسار معين، فيُمكن لطلبة المسار العلمي، والأدبي، والفندقي، والصحي، وغيرهم دراسة التخصص.
  • السمات الشخصية والمهارات التي يتطلبها العمل في المجال:
    • القدرة على الرسم الحر.
    • حُب العمل المكتبي، والميداني.
    • الإلمام ببرامج الرسم على الكمبيوتر.
    • حرفية عالية في انتقاء الألوان وتنسيقها.
    •  معرفة عامة وشاملة في المعادن والخامات.

بالطبع، من البديهي أن يمتلك المصمم الداخلي ذوقًا فريدًا من نوعه، ولكن ينبغي عليه أيضًا العناية والاكتراث ببعض الأمور التي تُعَد من أسرار النجاح في المجال وهي ما يلي:

  • القيادة.
  • مهارات الإقناع.
  • حُب الديكور والتصميم.
  • الإيمان المهارة والموهبة.
  • مهارة القيام بالمهام المتعددة.
  • التحلِّي بمهارات الاستماع الجيد.
  • الاختلاف والتعددية في التصميم.
  • العمل بجد، والدقة في المواعيد والالتزام بها.
  • الإبداعية، حيث يعتمد هذا التخصص كليًا على الابتكار والمهارات الإبداعية.
  • على المصمم أن يكون مهتمًا بأدق التفاصيل، لأنَّ التفاصيل تُعَد الأساس في الحصول على تصميمًا مختلفًا من نوعه.

تخصصات التصميم

ينتمي التصميم بطبيعته إلى الفنون التشكيلية، ويُعتبَر فن التصميم بحرًا شاملًا يضُم العديد من التخصصات الجامعية، ومن نافل القول أنَّ أي عملية تصميم تحتاج إلى خطة واضحة، كما يهدف كل نوع من أنواع التصميم إلى تحقيق وظيفة معينة، ولهذ يُمكن العثور على فروع كثيرة للتصميم؛ فمن أهم التخصصات الجامعية في التصميم:

  • العمارة – Architecture.
  • الفنون البصرية – Visual Arts.
  • تصميم الأزياء – Fashion Design.
  • التصميم الداخلي – Interior Design.
  • التصميم الجرافيكي – Graphic Design.
  • الفنون والتصميم والموسيقى – Arts, Design, and Music.
  • تحريك وتصميم الرسوم المتحركة والوسائط المتعددة – Animation and Multimedia.

مواد تخصص التصميم الداخلي

تشمل الخطة الدراسية بشكل عام لهذا التخصص أساسيات الرسم، وتخطيط المساحات، واختيار المواد والخامات المناسبة، بالإضافة إلى مبادئ الإضاءة وحتى الصوت. لذا، اطلع على الخطة التفصيلية للتخصص.

يسعى هذا القسم من المقال إلى التعريف عن جميع المواد الإجبارية التي على طلبة التخصص دراستها. فقد صُمِّمت الخطط الدراسية الخاصة بجميع التخصصات بأقسام مختلفة تضُم عدة متطلبات، وهي متطلبات الجامعة الإجبارية والاختيارية، ومتطلبات الكلية الإجبارية والاختيارية، ومتطلبات التخصص كذلك، بالإضافة إلى المواد الحرة والمساندة التي تُقدّمها الجامعة.

ومن المهم أن تعلم عزيزي القارئ أنَّ هذه المقررات، والمواد، والمساقات التي تشملها الخطة الدراسية لتخصص التصميم الداخلي متباينة من جامعة إلى أخرى. فقد تختلف مسميات هذه المواد من دولة إلى أخرى. وبالتالي، من جامعة إلى أخرى.

والآن، أصبح بإمكانكم التعرُّف على الخطة الدراسية التفصيلية لدراسة تخصص التصميم الداخلي:

الجامعة الإجبارية والاختيارية:

  • يشمل هذا القسم مواد تجمع بين طلبة الجامعة كلهم مهما كانت تخصصاتهم مُختلفة، أو متباينة. وتكون هذه المواد إما إجبارية، أو اختيارية. وتتراوح بين أقسام العلوم الاجتماعية، والعلوم السياسية، والعلوم الاقتصادية، والتكنولوجيا، والصحة. ومن بعض الأمثلة الشائعة عليها مساق مهارات التواصل، والتربية الوطنية، والمهارات الإدارية، والصحة، والإسعافات الأولية، وحقوق الإنسان، وعلم الاجتماع، وعلم النفس، بالإضافة إلى الكثير من المساقات المتنوعة في شتى المجالات مثل خدمة المجتمع.

الكلية الإجبارية والاختيارية:

  • يختص هذا القسم بتقديم المواد التي تجمع بين طلبة الكلية أجمع، أي المواد التي تكون مشتركة بين روَّاد التخصصات المتعلِّقة بالتصميم بشكل عام مثل أساسيات التصميم، وعلم الجمال والتذوق الفني، وتاريخ ونظريات الفن والعمارة، والرسم الحر، والنظرية السينمائية في التصميم، والتصوير والرسم، وفن التفكير الإبداعي، والتصميم والفنون الجرافيكية.

التخصص الإجبارية والاختيارية:

يُقدِّم هذا القسم شرحًا مفصلًا لجميع المواد التي يدرسها طلبة تخصص التصميم الداخلي بشكل خاص، والتي يكون قسمًا منها إجباريًا، والآخر اختياريًا:

  • التصميم الداخلي – Interior Design 
  • تصميم الأثاث – Furniture Design
  • التصميم بالحاسوب – Computer-Aided Design
  • سوسيولوجية وسيكولوجية التصميم الداخلي – Sociology and Psychology of Interior Design
  • المواصفات والكميات والممارسة المهنية – Specifications, Quantities and Professional Practice
  • أساليب الإظهار والإخراج – Presentation Techniques
  • تاريخ عمارة وتصميم داخلي حديث –  History of Modern Architecture and Interior Design
  • نسيج ومفروشات – Textiles and Furnishings
  • تصميم الحدائق – Garden Design
  • المنظور والظلال – Perspective, Shade, and Shadow
  • الزخرفة في التصميم الداخلي – Ornament in Interior Design
  • تصميم الأثاث المتخصص – Specialized Furniture Design
  • مواضيع خاصة في التصميم الداخلي – Special Topics in Interior Design
  • مع العلم أنَّ بعض هذه المواد يكون لديها أكثر من مسار ويدرس الطلبة على مدى فصلين أو ثلاثة مثل التصميم الداخلي الذي يكون على مدى ثلاثة مسارات أو أكثر، وتصميم الأثاث، والتصميم بوساطة الحاسوب، بالإضافة إلى مشروع التخرج والتدريب الميداني، وبعض المواد المساندة في التخصص مثل التجهيزات الفنية للمباني، ومواد وتقنيات الإنشاء.

عدد سنوات دراسة تخصص التصميم الداخلي

تستغرق عملية التخرُّج من تخصص التصميم الداخلي مدة زمنية لا تزيد عن أربع سنوات، حيث تكون مدة التخرج من جميع التخصصات المتفرّعة من العلوم الإنسانية، والعلوم الاجتماعية، والعلوم الإدارية أربع سنوات، ويُمكن للطلبة التخرُّج في مدة أقل بسنة أو نصف سنة اعتمادًا على عدد الساعات والفصول الدراسية المقطوعة.

أما بالنسبة للتخصصات الهندسية، والطبية، فهي تختلف كثيرًا في ما يخص مدة التخرّج وطبيعة الدراسة عن بقية التخصصات، حيث تحتاج التخصصات الهندسية خمس سنين، وتتجاوز المدة الزمنية لدراسة الطب هذه المدة ومن المُحتمل أنْ تصِل إلى سنين سبعة.

نسبة الطلب على تخصص التصميم الداخلي ونسبة ركوده

تُؤدِّي احتياجات ومتطلبات سوق العمل، وحتى التغيرات التي تطرأ عليه إلى تصنيف التخصصات حسب الحاجة إليها أو عدمها. بالتالي، أصبَحْنا نأخذ مقياس الطلب، والركود والإشباع على التخصصات مقياسًا هامًا جدًا. فماذا نعني بالطلب والركود والإشباع؟

الطلب على التخصص:

يُقصد بالطلب عليه، أي أنَّ سوق العمل بحاجة إليه، ممَّا يُساعد خريجيه على العثور على وظيفة سريعًا في المجال.

ركود وإشباع التخصص:

بينما يُقصد بالركود والإشباع عدم الحاجة إلى التخصص وهذا من شأنه أن يُواجه خريجي التخصص تحديًا في العثور على وظيفة متعلّقة بالمجال سريعًا.

لا يُوجد تصنيفات تُشير إلى أنَّ تخصص التصميم الداخلي ضمن أكثر التخصصات طلبًا في سوق العمل، حيث يُصنَّف إلى حدٍ ما التخصص راكدًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لكن، لا يُمكن إنكار الحاجة إلى مصممي الديكور دائمًا، فكيف للمباني أنْ تحظى على الجمال الفني والإبداعي والتصميم المعماري دون وجود المصمم؟

لهذا، لعل التركيز على مهارات التخصص المطلوبة، والشغف من الأمور التي تُساعد المصمم على العثور على وظيفة. أما بالنسبة لدول الخارج، يتطلَّع سوق العمل في الفترة الواقعة بين الأعوام 2018 و 2028 إلى ارتفاع نسبة الطلب على تخصص التصميم الداخلي.

إيجابيات تخصص التصميم الداخلي

  1. تعلُّم أساسيات الرسم.
  2. فرصة الحصول على رواتب عالية جدًا.
  3. إمكانية العمل الحر، وتشغيل المشاريع الخاصة.
  4. يُساعد تطوير الموهبة إلى امتلاك خبرة جيدة جدًا.
  5. اكتساب خبرة جيدة حول إدارة المشاريع، والعملاء.
  6. مُساعدة الأصدقاء والأقارب في انتقاء الألوان، والتصاميم، والديكورات المناسبة.
  7. بوسع المصمم الداخلي أن يصمم منزله الخاص، وإظهار كل قدراته الإبداعية فيه.
  8. يُوفِّر لك التخصص التصوير ثلاثي الأبعاد للعمل الذي ترغب تطبيقه قبل تنفيذه على أرض الواقع.
  9. تنظيم المواقع بأساليب تُوفِّر الراحة النفسية، والقدرة على التأقلم والتكيُّف، فلا يستطيع لشخصٍ العمل في مكان لا يُحقِّق الراحة النفسية له.
  10. ارتكاز العملية التسويقية في جذب العملاء على عوامل متعلقة ببعضها البعض؛ فينجح المصمم الداخلي بالتصاميم بقدر ما ينجح في السبل المتبّعة لجذبهم.

سلبيات تخصص التصميم الداخلي

  1. كثرة ساعات العمل.
  2. المنافسة الشديدة في سوق العمل.
  3. الحاجة إلى الذهاب إلى مواقع وورشات العمل.
  4. ضرورة التركيز على أدق التفاصيل وعدم إهمال أصغرها.
  5. حاجة التخصص إلى الخبرة، واكتساب الخبرة يتطلب الوقت والصبر.
  6. وجود الكثير من العملاء الذين يُفضلون التصاميم التقليدية والبعيدة عن الإبداع في العمل.
  7. صعوبة انخراط الخريجين في سوق العمل ما لم يلتحقون ببعض الدورات والتدريبات الميدانية.
  8. ارتباط الحالة النفسية للمصمم بقدراته الإبداعية ورغبته على التصميم والتأثير على سلسلة أفكاره.
  9. استغلال بعض الأقارب والأصدقاء، وطلب المساعدة والتصاميم دون مقابل، فلا تدع هذا الأمر يُؤثِّر عليك.
  10. عدم القدرة على إقناع الزبون بالجوانب الجمالية، والاضطرار إلى تصميم ما لم يقتنع به المصمم أو لا يتوافق مع مبادئ التصميم.

مجالات عمل تخصص التصميم الداخلي

يعتقد البعض أنَّ عمل المصمم الداخلي ينحصر فقط في أعمال الديكور. بلا شك، يكون الديكور أحد الأعمال الرئيسية في المجال لكن جدير الذكر أنَّه يتضمَّن أعمال أخرى تشمل الرسم وتصميم المنازل. وتعلُّم كيفية استخدام برمجيات الرسم والتصميم استخدامًا صحيحًا. يتميَّز دور المصمم الداخلي بأنَّه يُضفي لمسة معمارية خاصة فريدة من نوعها إلى التصاميم وذلك باستخدام مهاراته، وبالاستعانة ببرامج التصميم الخاصة.ويُمكن تعريف “المصمم الداخلي” أو “Interior Designer” أنَّه من يقوم بعملية تخطيط، وهندسة، وبحث، وتنظيم المشاريع. علاوةً على ذلك، تضُم المهام التي تقتصر عليه وضع المفاهيم وتطويرها، وتخطيط المساحات، وفحص المواقع، وإدارة الإنشاءات، وتنفيذ التصميم.

يكون المسمى الوظيفي الرئيسي لخريج هذا التخصص “المصمم الداخلي”، ويُمكن لهم الاختصاص في مجالات ووظائف معينة، من بعض الأمثلة عليها:

  • مصممين المطابخ – Kitchen designers
  • مصمم متخصص في ترتيب الأثاث – Furniture arrangers
  • مستشارين في الإنارة أو الإضاءة المنزلية – Home lighting advisers
  • مصمم ديكور داخلي – Interior decorators
  • مصممين في مجال التصميم المستدام – Sustainable designers

ومن وجهات العمل التي يتسنَّى للمصمم الداخلي الالتحاق بها ما يلي:

  • المجلات.
  • الاستوديوهات.
  • المكاتب الهندسية.
  • المكاتب الخاصة.
  • شركات التعهدات.
  • محلات وشركات الأثاث.
  • مكاتب العمارة والتصميم.
  • مؤسسات الاستشارات الهندسية.
  • العمل في مجال تصميم الإعلانات.

شركات رائدة في مجال التصميم الداخلي في الشرق الأوسط

أفضل الجامعات العالمية في تدريس تخصص التصميم الداخلي

  1. أكاديمية فلورنس للتصميم – Florence Design Academy في إيطاليا
  2. كلية التصميم الداخلي – The Interior Design School في لندن
  3. كلية ساڤانا للفنون والتصميم – Savannah College of Art and Design
  4. معهد برات – Pratt Institute في أمريكا
  5. الكلية البصرية للفنون والتصميم – The Visual College of Art and Design في كندا

أشهر الشخصيات العالمية التي أثِّرت إيجابًا على التصميم الداخلي

كريم رشيد، Karim Rashid

يتخصص المصمم المصري كريم رشيد في تصميم الأثاث، والمنتجات المنزلية، والإضاءة؛ فهو معروفًا أيضَا باستخدام الألوان الجريئة. يتميَّز كثيرًا في إضفاء الطابع الحيوي في العيادات والمنازل القديمة، نال المصمم كريم جوائز عالمية عديدة.

ندى دبس، Nada Debs

تُعَد المصممة ندى دبس من أبرز الشخصيات اللبنانية في التصميم الداخلي وخاصةً تصميم المنازل في الوطن العربي. تجمع تصاميمها الحضارة اليابانية والعربية في الوقت ذاته، وهي شهيرة في التصاميم ذات طابع الأصالة والمعاصرة.

أليداد، Alidad

إنَّ إليداد مصمِّم أثاث إنجليزي أتقَن الأسلوب الارستقراطي في استخدام الرخام والأقمشة المخملية الرائعة، يشتهر للمسته التاريخية الرائعة التي يُتقنها في تصميماته.