ما هو التخطيط الاستراتيجي؟
إذا بدأت في تأسيس شركتك الآن أو تسعى إلى تحقيق النمو المستمر لمؤسستك، فإنك بحاجة إلى أن تكون ملمًا بأساسيات التخطيط الاستراتيجي وأهميته وعناصره ومراحله، مع ضرورة أن تكون على دراية واسعة بكيفية وضع الخطة الاستراتيجية الناجحة لدفع عجلة التنمية لشركتك نحو الأمام.
ببساطة، تحدد عملية التخطيط الاستراتيجي المكانة التي ستكون عليها شركتك خلال العام المقبل أو بعد 3 سنوات، وتُعد من أهم مراحل نمو الشركات الناشئة. لا سيما أنها توضح الطرق التي تمكّنك من الوصول إلى هذا الهدف. وعادةً ما يكون تركيز الخطة الاستراتيجية على المنظمة بأكملها، بينما تستهدف خطة العمل المنتجات أو الخدمات التي تقدمها الشركة.
والتخطيط الاستراتيجي من أهم الأنشطة الإدارية المستخدمة لرصد وتحديد أولويات الشركات، إلى جانب التركيز على الطاقات والموارد المتوفرة في المنظمة، والتأكد من أن فريق العمل يسعى إلى تحقيق الأهداف الرئيسية والمشتركة للمؤسسة.
كما يشمل التخطيط الاستراتيجي تقييم عمل الشركات وتعديل اتجاهاتها لتواكب البيئات المتغيرة من وقت لآخر، ويُعد من أهم الأدوات التي تُسهم في تحقيق طموح المؤسسات. فلا تكاد تخلو منظمة عالمية كبرى سواء كانت خدمية أو صناعية أو تجارية أو غيرها من عملية التخطيط الاستراتيجي أو إنشاء الخطط التنموية.
لذلك، يرى العديد من الباحثين والخبراء أن عملية التخطيط الاستراتيجي بمثابة منهج فكري لا بد منه للمساهمة في الارتقاء بعمل المؤسسات وتحقيق أهدافها العامة. ويؤكد الباحثون أن التخطيط الاستراتيجي يعد جهد منظم يُساعدنا في إنتاج القرارات والإجراءات الضرورية التي تشكل وتوجه ماهية وغرض الشركات والخطوات الواجب فعلها لتحقيق أهدافها المرجوة.
وتجيب عملية التخطيط الاستراتيجي على عدة تساؤلات مثل: ماذا تفعل؟ وكيف تفعل؟ ولماذا تفعل؟ وتذهب أهدافها إلى ما هو أبعد من ذلك نحو المستقبل، حيث تساعدك على معرفة ما إذا كنت قد نجحت في تحقيق أهدافك أم لا، أم أن الاستراتيجيات التي وضعتها لا تصلح لتحقيق أهدافك، إلى جانب تقييم أعمالك وتحسين خطتك الاستراتيجية، ومن ثم تحقيق المزيد من التقدم.
ما هي الخطة الاستراتيجية؟
تعد الخطة الاستراتيجية من أهم الأدوات التي يستعين بها رواد الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة من أجل تحسين مبيعاتها أو لتحقيق أغراضهم. فهي عبارة عن وثيقة تستعين بها الشركات لتسجيل رسالتها ورؤيتها وتستخدم أيضًا من أجل التواصل الداخلي حول أهدافها والإجراءات الأساسية لتحقيق هذه الأهداف.
وقد تكون الخطة الاستراتيجية عبارة عن صفحة واحدة أو ملفًا ضخمًا يتضمن تفاصيل جمّة عن الشركة وأهدافها. حيث تختلف الطريقة التي يتم بها تطوير الخطة الاستراتيجية بناءً على عدة اعتبارات هامة تتمثل في طبيعة القيادة التنفيذية للشركة والإدارة العليا وثقافة المؤسسة ذاتها وحجمها، وخبرة المخططين الاستراتيجيين وفرق التسويق والمبيعات ومدى تعقيد بيئة العمل داخل المنظمة.
لذا، فإن الخطة الاستراتيجية تُمثل خطة عمل شاملة طويلة الأجل لتحقيق هدف المنظمة خلال فترة زمنية محددة سالفًا. ويجب على من يضعها أن يكون خبيرًا في مجال تخصص الشركة وعلى دراية واسعة برسالتها ورؤيتها وأهدافها وسياساتها. فليس من المنطقي أن يضع شخصًا خطة استراتيجية لشركة ما وهو لا يُدرك رسالتها ولا يعرف أهدافها العامة.
ولا ينبغي الخلط بين الخطة الاستراتيجية وإعداد خطة العمل، حيث تدور عملية التخطيط الاستراتيجي حول تحديد الاتجاه الذي تريد أن يسلكه عملك أو شركتك خلال فترة مستقبلية معينة. وتستهدف توجيه أعمال المنظمة لتحقيق الأهداف المستقبلية، كما أن الخطط الاستراتيجية تستخدمها الشركات في بداية أعمالها أو في أي مرحلة في أثناء تنفيذ عملياتها لتحقيق النجاح ودفع عجلة التنمية في الشركة نحو الأمام.
في حين، تستخدم الشركات خطط العمل عند البدء في عمل تجاري. ذلك أن خطة العمل بمثابة وثيقة مهمة يحتاجها أي مشروع قبل البدء وذلك بهدف تحديد احتياجات التمويل وأصحاب المصلحة وأهداف العمل والعوامل الأخرى اللازمة لتشغيل أعمالهم.
كما أن خطة العمل تدور بشكل أساسي حول تحديد الأهداف قصيرة أو متوسطة المدى، إلى جانب رصد الخطوات اللازمة لتحقيقها. بينما تُركز الخطة الاستراتيجية في أغلب الأحوال على الأهداف المتوسطة إلى طويلة الأجل، ومن خلالها يمكن شرح الاستراتيجيات الأساسية والتكتيكات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف.
وهناك العديد من المعلومات الأساسية والحقائق المهمة والبيانات الضرورية التي يجب أن تتضمنها الخطة الاستراتيجية حول طبيعة العمل والأهداف والجداول الزمنية لتخصيص الموارد المختلفة وتنفيذ العمليات التي من شأنها تحقيق الأهداف.
أهمية التخطيط الاستراتيجي
من المفترض أن تهتم الشركات الناشئة والمؤسسات الكبرى بعملية التخطيط الاستراتيجي اهتمامًا بالغًا، خاصة أنها العمود الفقري للإدارة الاستراتيجية الساعية إلى الريادة والتقدم والازدهار. فبدون التخطيط الاستراتيجي يتوقف نبض الحياة في الشركات ويكون مصيرها الركود والانكسار.
ويتطلب التخطيط الاستراتيجي المزيد من الوقت والجهد وإعادة التقييم المستمر. فمن خلال وضعه في دائرة اهتمامك دائمًا، يمكن أن يضع عملك على المسار الصحيح، وتستفيد من مزاياه المتعددة. بينما تجاهل هذه العملية يجعل شركتك بلا هدف ولا قيمة على الإطلاق، وبالتالي تكون النتيجة خسائر مالية فادحة وفشل ذريع في جميع النواحي.
أولًا: تحديد الأهداف
يتبلور الغرض الأساسي من التخطيط الاستراتيجي في تحديد الأهداف العامة للعمل الذي تقوم به مع وضع خطة لتحقيقه. كما أن هذه العملية تساعدك على تحديد المخاطر والتهديدات التي قد تواجهها في المستقبل في أثناء أداء مهام عملك. إضافة إلى إدارة هذه المخاطر والتغلب عليها مع الاستمرار في تولي مسؤولية عملية النمو داخل شركتك.
وعلى أي حال، فإن التخطيط الاستراتيجي مهم للغاية لأي منظمة صغيرة كانت أو كبيرة. فمن خلال عملية التخطيط الاستراتيجي يتمكن مالكي العلامات التجارية من معرفة الاتجاه الذي يسعون إليه ويشعرون به، ويستطيعون تحديد الأهداف الذكية القابلة للتطبيق والتحقيق والقياس. فإذا اهتمت شركتك بالتخطيط الاستراتيجي، فإنك تكون قادرًا على تعديل خطتك بمرونة وتغيير النهج الذي تسير عليه في أي وقت تشاء للمضي قدمًا نحو الأفضل.
وحتى تحقق أقصى استفادة ممكنة من عملية التخطيط الاستراتيجي، ينبغي على شركتك أن تفكر مليًا في الأهداف الاستراتيجية التي تسعى إلى تنفيذها والخطوات والاستراتيجيات التي تحددها لتحقيق طموحاتك، إلى جانب دعم أهدافك بمعايير واقعية ومدروسة بدقة وقابلة للقياس الكمي لتقييم النتائج. لذا، ينبغي عليك اختيار مؤشرات التخطيط الاستراتيجي التي ستُستخدم في التقييم وقياس النتائج بعناية شديدة.
ثانيًا: رؤية واحدة للمستقبل
تكمن أهمية التخطيط الاستراتيجي في خلق رؤية واحدة بين الموظفين داخل الشركة تركز على مستقبلها وذلك يساعد في الحفاظ على الأداء الجيد والنمو المستمر للشركة، كما يمكنها التوفيق بين شركتك ومساهميها، حيث يساهم في تحسين عمل الشركات وتوحيد توجهاتها وجهودها من أجل تحقيق غاياتها مع إشراك جميع الموظفين والمديرين في هذه العملية.
ومن خلال توعية الجميع بأهداف شركتك وكيفية تحديد أهدافها وأسباب اختيارها، وما الذي يمكن للموظفين فعله للمساعدة في الوصول إليها، تكون قادرًا على خلق شعور متزايد بالمسؤولية في جميع أرجاء الشركة. إذ يمكن القول بإن التخطيط الاستراتيجي يؤكد على ضرورة أن يكون هناك مسؤولية مشتركة من أجل تحقيق الأهداف العامة للشركة والحصول على مكانة مرموقة في ميدان السوق وسط منافسيها المتصارعين.
وتساعد عملية التخطيط الاستراتيجي، موظفي الشركة على تصور مستقبل شركتهم والتنبؤ بالفرص الآمنة والمخاطر قبل حدوثها. كما تضمن هذه العملية الاستثمار الجيد لموارد الشركة والاستخدام الأكثر فعالية لها من خلال التركيز على الأولويات الأساسية وتنمية مهارات الموظفين بالشركة.
ومن خلال التخطيط الاستراتيجي يمكنك التعمق في الماضي ودراسة الحاضر وتوقع ما سيحدث في المستقبل، إذ أنه وسيلة جيدة للتفكير الإبداعي والإداري للارتقاء بمؤسستك والتوجه بها نحو القمة والازدهار. كما أنه أداة تعليمية وفرصة ذهبية للتفاعل الشخصي مع فريق العمل داخل الشركة وخارجها، كما يسمح بتطوير القدرات الإدارية للمديرين والموظفين ويُثري أهداف المؤسسة من أجل تحويلها إلى واقع ملموس.
ثالثًا: تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية
لا تقتصر أهداف التخطيط الاستراتيجي وأهميته عند وضع الأهداف، إنما تمتد إلى تقييم هذه الأهداف التي تسعى لتحقيقها أو تتبع ما وصلت إليه من إنجازات أو إخفاقات أثناء تنفيذ الخطة. مع العلم أن الأهداف الاستراتيجية تعتمد على جمع وانتقاء أفضل المعلومات والبيانات إلى جانب التقييمات الأكثر واقعية لما يمكن لشركتك تحقيقه، وذلك تستطيع تحقيقه من خلال تحديد مؤشرات الأداء والمقاييس بدقة وعناية.
فإذا كنت تُخطط لتنمية أعمالك في متجر ملابس بنسبة 20% خلال العام، لكن قرر أحد الأشخاص أن يفتتح متجرًا بالقرب منك في نفس مجالك مستقبلًا، فمن المحتمل أنك ستُعيد تحديد أهدافك وتقييم التقدم حتى تتمكن من الحفاظ على حصتك في السوق. والعمل على تحسين نتائج خطتك باستمرار حتى تضمن الاستمرارية والتفوق على منافسك الجديد.
كما يمكنك وضع خطة استراتيجية جديدة من خلال تتبع التقدم نحو الأهداف. فحينما يفهم كل أفراد شركتك، الاستراتيجية التي تسير عليها، فإنه يمكن أن يؤثر تقدمهم بشكلٍ مباشر على نجاحها، ما يخلق نهجًا من أعلى إلى أسفل لتتبع مؤشرات الأداء الرئيسية KPIs.
فمن خلال تخطيط استراتيجية شركتك وبعد تحديد أهدافك، يمكن تحديد المقاييس ومؤشرات الأداء الرئيسية والثانوية لتتبع هذه الأهداف. ويمكنك بعد ذلك تحسين نتائج خطتك وتوسيع أهدافك لتشمل الإدارات المختلفة داخل شركتك بحيث تؤدي جميعها إلى تحقيق رسالة الشركة ورؤيتها في نهاية المطاف. وهذا يضمن لك تناسق أهداف مؤسستك ويؤثر بشكلٍ إيجابي على مؤشرات الأداء الرئيسية وبالتالي على أداء عملك.
أنواع التخطيط الاستراتيجي
هناك ثلاثة أنواع من التخطيط الاستراتيجي، إلا إن معظم الشركات تستعين بنوع واحد من بينها، لكن يرى خبراء التخطيط أهمية أن تنظر المؤسسات إلى جميع أنواع التخطيط الاستراتيجي، خاصةً أن المنظمات تسعى عادةً إلى تحسين الأداء وتطويره، وهذا الأداء يختلف مفهومه من مكان لآخر.
1. تخطيط المعاملات
تخطيط المعاملات يُعد أحد أنواع التخطيط الاستراتيجي الذي يهتم بتسيير الأعمال ويتمثل هدفه الأساسي في الحفاظ على الأداء الجيد عن طريق القيام بنفس المهمة لكن بطريقة أفضل. ويُعرف تخطيط المعاملات أيضًا بأنه واحد من الأساليب والوسائل الهيكلية التي يتم الاستعانة بها لحل مشكلات العملاء من خلال مستشار أو مخطِط.
وفي كثير من الأحيان يكون أصحاب الأعمال الصغيرة في صناعات البيع بالتجزئة والخدمات أكثر ميلًا إلى تبني استراتيجية تخطيط المعاملات في الخطط التسويقية لمنتجاتهم. ويرى خبراء التسويق أن جهود التسويق في هذه الاستراتيجية المهمة تركز على زيادة المبيعات إلى حد كبير، إلا أنها لا تهتم كثيرًا بالحفاظ على علاقات العملاء طويلة الأجل.
2. التخطيط التحويلي المتوقع
يُحلل التخطيط التحويلي المتوقع، أداء الأعمال في الفترات السابقة، كما أنه يبحث عن الاتجاهات المستقبلية المحتملة التي يمكن لموظفي الشركة تبنيها وتؤثر في الأداء. كما أن هذا النوع من التخطيط يمثل طريقة مباشرة لتحدي الشركات المنافسة ويهدف إلى التغيير بشكل كبير.
3. التخطيط التحويلي الثوري
يُعد التخطيط التحويلي الثوري أكثر أنواع التخطيط الاستراتيجي جراءة مقارنة بالنوعين الآخرين، لأنه يتبنى دائمًا الاتجاهات الحالية إلى جانب الاتجاهات المستقبلية المحتملة. وغالبًا ما تتسم المنظمات التي تتبنى فكر وعقلية التخطيط التحويلي الثوري بالسرعة والرغبة في تشكيل المستقبل.
وهناك العديد من النماذج التي توضح مفهوم التخطيط التحويلي الثوري، إلا أن أبسط مثال يمكن تقديمه يتمثل في التطور الهائل الذي يطرأ في الهواتف المحمولة الذكية منذ ظهورها، حيث تستمر هذه هواتف في تغيير الطريقة التي يتواصل بها الناس يوميًا من خلال دمجها مع التقنيات الرقمية والأدوات التكنولوجية الجديدة التي لم نسمع عنها من قبل. فقد سهلت التكنولوجيا من تطبيق التخطيط التحويلي الثوري في السنوات الماضية.
مهارات التخطيط الاستراتيجي
التخطيط الاستراتيجي يحتاج إلى العديد من المهارات التي يجب أن يتقنها الشخص حتى يكون مخططًا استراتيجيًا ناجحًا، خاصةً أن المخططين الاستراتيجيين يتولون مسؤولية كبرى تتمثل في إدارة التخطيط الاستراتيجي داخل المنظمات. وفيما يلي بعض المهارات الأساسية للتخطيط الاستراتيجي:
1. مهارات التواصل الفعال
تحتاج عملية التخطيط الاستراتيجي إلى التواصل الدائم داخل المنظمة وخارجها، وهذا يتطلب أن يمتلك المخطط الاستراتيجي مهارة فن التواصل الفعال مع الآخرين لأنه يقضي الكثير من وقته في الحديث مع الأقسام المختلفة والجهات المختصة. كما ينبغي أن يكون مستمعًا جيدًا ومفاوضًا بارعًا ومتعاونًا، إضافةً إلى أن تكون لديه مهارات الإقناع والنقد البناء والتواصل اللفظي وغير اللفظي.
2. مهارات التفكير الاستراتيجي
من الضروري أن يتمتع المخطط الاستراتيجي بمهارات التفكير الاستراتيجي والتحليلي، إضافة إلى التفكير المنهجي والنقدي والمنطقي، بحيث يكون قادرًا على تحليل البيانات ودراسة الجدوى والاستدلال الاستقرائي والمنطق الاستنتاجي والقدرة على التكيف والعصف الذهني وإدارة البيانات الكمية والنوعية.
3. مهارات القيادة
تعد القيادة من أهم مهارات التخطيط الاستراتيجي، خاصة أن الكثير من المخططين الاستراتيجيين يتولون مناصب وأدوار قيادية في شركاتهم. ولذلك يجب أن يمتلكون مهارات القائد الناجح الذي يُلهم فريقه بتحقيق الأهداف ويصنع منهم قادة لتحقيق رؤية الشركة.
4. مهارات التسويق
يحتاج التخطيط الاستراتيجي إلى اكتساب مهارات التسويق، لا سيما أن المخطط الاستراتيجي يتعمق في دراسة السوق وتحليل المنافسين. ففي بعض الأحيان تكون مهمته إجراء أبحاث السوق لتحديد استراتيجيات النمو والحلول المختلفة للقضايا المتعلقة بالتسويق.
وقد يساعد أيضًا في تطوير استراتيجيات التسويق من خلال تحديد مشاكل التسويق المحتملة. ولهذا، يجب أن يتقن المخطط الاستراتيجي مهارات قياس التسويق والبحث الإعلامي والتسويق الرقمي والاتصالات التسويقية، وما إلى ذلك من مهارات التسويق المهمة.
5. مهارات البحث وجمع المعلومات
أنت مخطط استراتيجي، إذًا يجب أن تكون باحث متميز، لأن الكثير من المهام التي تكون على عاتق المخططين الاستراتيجيين يعتمد على إجراء البحوث وإنشاء استراتيجيات قابلة للتطبيق تستند على النتائج التي توصلوا إليها. وتشمل مهارات البحث، الاهتمام بالتفاصيل وجمع المعلومات وتفسير البيانات والنتائج.
6. مهارات حل المشكلات ومواجهة التحديات
مهارات حل المشكلات ومواجهة التحديات من أهم المهارات التي يجب توافرها في المخطط الاستراتيجي، فهناك العديد من الشركات التي تستعين بالمخططين الاستراتيجيين من أجل حل المشكلات والتغلب على التحديات التي تواجهها.
فعلى سبيل المثال: إذا كانت شركتك تواجه بعض المشكلات المتعلقة بأهداف إيراداتها ونمو المبيعات، فمن الممكن أن تقوم بتعيين مخطط استراتيجي لتقييم الوضع الحالي للشركة وصياغة خطة قابلة للتطبيق من أجل الوصول إلى تلك الأهداف.
وتشمل مهارات حل المشكلات الجيدة التي يحتاجها المخططون الاستراتيجيون، كيفية اتخاذ القرار والإبداع والثقة بالنفس والقدرة على تقييم الأوضاع إلى جانب القدرة على التفكير ومواجهة التحديات وسرعة البديهة.
7. مهارات تكنولوجيا المعلومات
فرضت التكنولوجيا نفسها على الجميع بلا استثناء، وباتت عنصرًا ضروريًا لا غنى عنه في مجال التخطيط الاستراتيجي. والآن يعتمد العديد من المخططين الاستراتيجيين على أنواع مختلفة من تكنولوجيا المعلومات لصياغة البيانات والنتائج وتبادلها مع الآخرين.
وفي كثير من الأحيان، يتعاون المخططون الاستراتيجيون مع أقسام أخرى في الشركة لها علاقة مباشرة بالتكنولوجيا مثل قسم تكنولوجيا المعلومات في المنظمة ويضعون خططًا لزيادة فعاليتها وتقوية أدائها. وهذا يتطلب أن يتمتع المخططون الاستراتيجيون بمهارات رقمية عديدة عند استخدام أجهزة الحاسوب مثل: مهارات تحليل النظم وتحليل البيانات رقميًا والقدرة على استخدام برامج الحاسوب المختلفة مثل مايكروسوفت أوفيس.
أهم 3 أسئلة في التخطيط الاستراتيجي
عملية التخطيط الاستراتيجي تحتاج إلى دراسة متعمقة لشركتك وما تريد الوصول إليه. لذا، فعند البدء في التخطيط الاستراتيجي لمنظمتك، عليك أن تسأل نفسك الأسئلة الثلاثة التالية كنقطة انطلاق لإعداد خطتك الاستراتيجية:
أولًا: أين عملك الآن؟
السؤال حول مكان عملك في الوقت الحالي من أهم الأسئلة التي يجب وضعها في الحسبان عند التخطيط الاستراتيجي، حيث يتضمن هذا السؤال فهم أكبر قدر ممكن عن أعمالك، بما في ذلك كيفية العمل داخليًا، وما الذي يدفع هذا العمل إلى الربح.
ويشتمل أيضًا على تساؤلات أخرى مثل: كيف تقارن عملك وأدائك مع المنافسين لك؟ وهنا عليك أن تجيب على هذه الأسئلة بنظرة مستقبلية ثاقبة وجادة، وينبغي عليك أن تكون واقعيًا ومستقلًا وناقدًا عند تحليل البيانات التي تحصل عليها.
ثانيًا: إلى أين تريد الوصول بعملك مستقبلًا؟
الإجابة على هذا السؤال الجوهري لا تقل أهمية عن نظيره السابق، إذ أنه يقع في مقدمة عملية التخطيط الاستراتيجي، لكنك ستكون بحاجة إلى تحديد الأهداف طويلة المدى، وذلك يتضمن تحديد رؤيتك ورسالتك وقيمك والتقنيات والأدوات التي تستخدمها، إلى جانب تحديد الاتجاه الذي تقرر أن تكون عليه شركتك في المستقبل.
وفي هذه الخطوة عليك أن ُتعمِّق التفكير في مستقبل شركتك، وتطرح على ذاتك بعض التساؤلات التي لها علاقة بمستقبل مؤسستك مثل: أين ترى عملك بعد خمس أو عشر سنوات؟ ما مصدر ميزتك التنافسية على منافسيك في السوق؟ ماذا تتوقع أن يحدث في مبيعات شركتك بعد 15 عامًا؟
ثالثًا: ماذا عليك أن تفعل للوصول إلى هناك؟
بعد الإجابة على التساؤلات السابقة، ضع في الحسبان أيضًا التفكير في الخطوات التي يجب إجرائها للوصول إلى هدفك، وهذا يتضمن العديد من الأسئلة المهمة حول التغييرات التي ستحتاج إلى إجرائها لتحقيق أهدافك الاستراتيجية، وأفضل الطرق لتنفيذ تلك التغييرات.
واسأل نفسك: ما هي التغييرات المطلوبة في هيكل وتمويل العمل؟ وما هي الأهداف والمواعيد النهائية التي ستحتاج إلى تحديدها لنفسك وللآخرين في شركتك؟ ما هي الاستراتيجيات والتكتيكات التي يمكن وضعها في خطتك الاستراتيجية لمساعدتك في تحقيق أهداف شركتك؟
وجميع هذه التساؤلات مهمة للغاية عند البدء في التخطيط الاستراتيجي لشركتك. ولا يمكن التفكير في سؤال واحد إلا في سياق الأسئلة الأخرى. وهذا يتطلب منك أن تكون أكثر إبداعًا ومتوازنًا في التفكير حول رؤيتك الأعمال التي تسعى لتحقيقها والواقع العملي لموقفك الحالي. ومن المهم أيضًا توقع الآثار المترتبة جراء التغيرات التي قد تحدث في شركتك .وأن تتأكد من أن خطتك الاستراتيجية قابلة للتحقيق بشكل واقعي وتتضمن إجراءات وأهداف قابلة للتنفيذ.
عناصر التخطيط الاستراتيجي
يمكن أن تختلف العناصر التي تحتويها الخطة الاستراتيجية اعتمادًا على أهداف الخطة الاستراتيجية والغرض من إنشائها. ويتطلب تطوير الاستراتيجية تعميق فهمك للطريقة التي يعمل بها عملك وموقعه بالنسبة للشركات المنافسة لك في السوق. وفيما يلي قائمة بأهم مراحل التخطيط الاستراتيجي لمساعدتك في بناء خطتك الناجحة:
1. تحديد الرؤية
يُعد بيان الرؤية أحد أهم العناصر التي يجب أن تتضمنها الخطة الاستراتيجية. فهو بمثابة دليل واضح لاختيار مسارات العمل الراهنة والمستقبلية. ويشتمل هذا البيان على ملخص قصير يُسلط الضوء على المكانة التي تريد أن تكون عليها شركتك على المدى البعيد.
ويمكن القول إن الرؤية عبارة عن بيان الطموح الذي تُحدده الشركة وتسعى إلى تحقيقه. علاوةً على ذلك، يوجه تحديد الرؤية اتجاه جهود المنظمة نحو أهدافها ورسالتها. كما أنها تساعد على تنفيذ الاستراتيجية ووضع غاياتها وتحدد جمهورها.
وهناك العديد من النماذج الجيدة حول بيان الرؤية. فعلى سبيل المثال، تمتلك شركة Warby Parker المتخصصة في بيع النظارات الطبية عبر الإنترنت منذ عام 2010، رؤية قوية مفادها:
نرى أن شراء النظارات يجب أن يكون أمرًا سهلاً وممتعًا. وينبغي أن يتركك سعيدًا وحسن المظهر، مع وجود نقود في جيبك. فلكل شخص الحق في الرؤية
ومن أفضل الأمثلة أيضًا، بيان رؤية شركة أمازون التي تقول:
رؤيتنا أن نكون الشركة الأكثر تركيزًا على العملاء في العالم لبناء مكان يمكن للجميع من خلاله العثور على أي شيء قد يرغبون في شرائه عبر الإنترنت
أما شركة وول مارت الشهيرة تقول في بيان رؤيتها:
رؤيتنا أن نصبح الشركة الرائدة عالميًا في مجال البيع بالتجزئة
بينما يؤكد بيان الرؤية الخاص بشركة نايك (Nike) الأمريكية على:
جلب الإلهام والابتكار لكل رياضي في العالم
فمن خلال جملة أو جملتين أو ثلاث جمل في بعض الأحيان، يُخبرك بيان الرؤية بدقة شديدة بما تهدف الشركة إلى تحقيقه في المستقبل.
2. بيان المهمة أو الرسالة
لا ينبغي الخلط بين بيان الرؤية والمهمة، حيث يظن البعض أن بيان الرؤية وبيان المهمة يكون مضمونهما واحد أو متشابه. لكن هذا في حقيقة الأمر غير صحيح على الإطلاق. فبينما تمثل الرؤية الهدف الأعظم على مستوى شركتك. ويعرض صورة ما سيبدو عليه نجاح شركتك، فإن بيان المهمة يوضح كيف تُخطط لتحقيق هذه الرؤية. ويلخص الإجابة على هذه التساؤلات: ما وكيف ولماذا تعمل شركتك؟
وفي جميع الأحوال، يمكن القول أنه دون بيان الرسالة أو المهمة، تفتقر مؤسستك إلى سبب وكيفية تحقيق هدفها الأكبر. وهنا يتوجب على مالكي العلامات التجارية أن يكون تفسير بيان المهمة وكذلك بيان الرؤية موحد بين الموظفين. فليس من المعقول أن يكون لدى كل شخص في شركتك تفسيره الخاص لبيان الرؤية أو بيان الرسالة. فذلك سيؤدي في نهاية المطاف إلى تطبيق استراتيجيات متضاربة وبالتالي لن يتحقق الهدف العام للشركة.
ومن الضروري أن يُحدد بيان المهمة الغرض من عملك داخل مجال تخصصك. ويتكون عادةً من الصناعات أو المجالات الرئيسية لشركتك أو الجماهير المستهدفة أو المنتجات أو الخدمات التي تقدمها وما الذي يجعلك مختلفًا عن منافسيك والأمور التي تميزك عن غيرك وتجعل العميل يشتري منتجك أنت بالتحديد.
لذا، فإن هذا البيان عبارة عن فقرة تمهيدية تتيح للعملاء معرفة موقع الشركة وجوهرها وسبب وجودها. كما أن قدرة الشركة على إبراز وتوضيح بيان المهمة يُشير إلى تركيزها وعزمها نحو تحقيق رسالتها. ويعكس البيان المبادئ والمعتقدات التي توجه أفراد الشركة أثناء متابعتهم لأهدافها. فكن حريصًا ودقيقًا عند صياغة بيان المهمة الخاص بشركتك.
فربما تكون رسالة شركتك كالآتي:
في منظمتنا نحن ملتزمون بمساعدة الأسر ذات الدخل المحدود والمنخفض في العثور على الموارد التي يحتاجونها، من خلال توفير القروض الحسنة المناسبة لهم
وإذا كانت شركتك عبارة عن متجر لبيع النظارات، فمن الممكن أن يكون بيان المهمة لديك كالتالي:
نلتزم بتقديم نظارات طبية عالية الجودة تجعلك الأفضل من حيث المظهر، وذلك بأسعار مخفضة وتنافسية ومتاحة للجميع
3. تحديد الأهداف والغايات
تُعد الأهداف من خطوات التخطيط الاستراتيجي المهمة للغاية، فالأهداف عبارة عن نتائج محددة تسعى المنظمة إلى تحقيقها خلال فترة زمنية معينة. ومن الضروري أن تكون الأهداف ذكية، بحيث تكون واضحة ومحددة زمنيًا وقابلة للقياس. وتتيح لك تحديد مدى نجاحك مبكرًا ومعرفة ما إذا كنت على الطريق الصحيح لتحقيق مهمتك ورؤيتك بشكلٍ دقيق.
كما ينبغي أن تكون أهدافك مدعومة بمبادرات استراتيجية متعددة عبر المنظمة. مع العلم أن الأهداف تنقسم إلى أهداف طويلة المدى ومتوسطة المدى وقصيرة المدى.
وتكون الأهداف طويلة المدى متعمقة في مستوى أدنى من رؤية شركتك، إلا أنها تصف كيف تخطط لتحقيقها. وعادةً ما تستغرق فترة إنجازها في الشركة لمدة تتراوح ما بين الثلاث سنوات والخمس سنوات فأكثر. ويمكن تقسيمها إلى أهداف قصيرة، بحيث تكون متوافقة مباشرةً مع بيان المهمة وكذلك الرؤية.
وهناك العديد من النماذج للأهداف طويلة المدى. مثل أن يكون هدفك تحويل شركتك من الاعتماد على صناعة الورق إلى صناعة المستلزمات المكتبية خلال السنوات الخمسة المقبلة. أو تحويل شركتك لصناعة الهواتف الذكية إلى جانب صناعة أجهزة الحاسوب اللوحي. أو التوسع في إنشاء 3 فروع جديدة لمتجرك في 3 مناطق مختلفة في غضون السنوات الأربعة المقبلة.
أما الأهداف قصيرة المدى، فإن تنفيذها يستغرق بضعة شهور. مثل شراء 3 أجهزة حديثة متخصصة في صناعة المستلزمات المكتبية خلال الشهور الستة المقبلة أو زيادة نمو المبيعات بنسبة 5% خلال الأشهر الأربعة المقبلة.
وبهذه الأمثلة تُدرِك أن الأهداف طويلة المدى عبارة عن معالم تضعها الشركة لتوجيه عملياتها نحو تحقيق رؤيتها. أما الأهداف قصيرة المدى، فإنها تساعدك على تحقيق هدفك العام على فترات زمنية محددة. ومع ذلك، يجب أن يكون لكل هدف خطة تفصيلية توضح كيفية تحقيقه.
4. تطوير الاستراتيجية
الاستراتيجية هنا هي خطتك طويلة الأجل، والطريقة التي تصف من خلالها “كيف ستفعل ما تريده”. ومن خلالها تتمكن من تحقيق أهداف الشركة. مع العلم أن الاستراتيجية الفعالة المفترض أنها تجمع بين رؤية الشركة والتنفيذ. كما أنها أكثر تحديدًا من رؤية المنظمة ورسالتها وأهدافها.
وبمجرد تأكيد رؤية المنظمة ورسالتها وتحديد قضاياها الحاسمة وأهدافها الذكية. تأتي خطوة تطوير الاستراتيجية لمعرفة ما يجب القيام به للوصول إلى الأهداف العامة أو لتحقيق طموحات الشركة. لذا، يجب أن تكون الاستراتيجية متناسقة مع الرؤية والمهمة والأهداف العامة للمنظمة. وفي معظم الأحيان تستخدم المنظمة استراتيجيات متنوعة ومتعددة لبلوغ أهدافها وتعزيز الدعم وتوفير الموارد والمعلومات الضرورية للشركة.
ومن المفترض أن يتم مشاركة الاستراتيجية داخل الشركة بعد أن يتم إعدادها بدقة. وتكون مبنية وفق احتياجات الشركة وسياق السوق ومساره. كما أن الاستراتيجية الناجحة هي التي تحدد الإجراءات والخطوات اللازمة لتنفيذ الأهداف بشرط أن تكون هذه الخطوات قابلة أيضًا للتنفيذ.
ويجب أن تساعدك الاستراتيجية في تحديد المخاطر والفرص والتهديدات المحتملة وكيفية التغلب عليها. ووضع الحلول والبدائل. كما أن تطوير الاستراتيجية يساعدك في تعزيز التفكير الابتكاري. وصقل مهاراتك خاصة المتعلقة بالتخطيط الاستراتيجي.
وهناك بعض المعايير يجب توافرها في الاستراتيجية الجيدة والأكثر فعالية. إذ يجب أن تُشير إلى توجيه عام وتُعزز الخبرات والمهارات لدى موظفي شركتك. وتستفيد من الموارد والإمكانات المادية والكفاءات البشرية بالشركة. كما أن الاستراتيجية المتميزة تُسهم في جذب الحلفاء والشركاء إلى منظمتك وتقلل من معارضيها. وتساعد في المُضي قدمًا نحو تحقيق بيان رسالة ورؤية الشركة.
ويمكن تطوير استراتيجية شركتك، إذ عليك أولًا تحديد الاستراتيجية وهدفك ولتكن توسيع قاعدة عملائك في منطقة جغرافية معينة. وبعد ذلك عليك تحديد النهج الذي يوفر لك المنهجية لتنفيذ استراتيجيتك، وخلاله يتم توجيه الشركة حول كيفية تنفيذ الخطة الاستراتيجية. وهنا تتخذ بعض الإجراءات التكتيكية لتحقيق استراتيجيتك. مثل تنظيم مناسبة اجتماعية لتوعية الناس بعلامتك التجارية أو استخدام منصات التواصل الاجتماعي والتسويق عبر البريد لتوسيع قاعدة العملاء.
5. القيم الجوهرية
القيم الأساسية من أبرز عناصر التخطيط الاستراتيجي، حيث تصف معتقداتك التي تمتلكها وتساعدك على تحقيق رؤيتك ورسالتك. كما أنها مجموعة السمات أو الصفات التي تشكل أعلى أولويات المنظمة.
وتُوضح “سوزان هيثفيلد”، خبيرة الموارد البشرية في شركة The Balance Careers منذ عام 2000. أن القيم الجوهرية تُسهم في تشكيل رؤية شركتك التي تقدمها للعالم الخارجي. كما أن قيمك الأساسية المفترض أن تجذب أفضل الموظفين وأكثرهم كفاءة.
ويُطلق على القيم الأساسية أيضًا اسم (المبادئ التوجيهية) لأنها تُشكل جوهرًا صلبًا لما أنت عليه الآن وما تؤمن به وما تريد المضي قدمًا نحوه. وذلك وفقًا لما نقله موقع شركة The Balance Careers. لذلك، ينبغي أن تكون القيم الأساسية لمنظمتك متناسقة ومتكاملة مع موظفيك ومعتقداتهم وسلوكياتهم وأفعالهم. ومن الأمثلة على هذه القيم الأساسية، القيادة والشجاعة والتعاون والجودة.
6. تحليل SWOT
تحليل سوات الرباعي SWOT لا غنى عنه على الإطلاق في أي خطة تقوم بإعدادها. فهو يهتم بدراسة نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات التي تواجهك أو تواجه شركتك أو تُحيط بمنافسيك أو السوق المحيط بشركتك عمومًا. حيث يوفر للشركات بحث متعمق حول موقعها ومكانتها في السوق.
ويهدف تحليل SWOT إلى تقييم الموقف الحالي للشركة قبل اتخاذ قرار بشأن أي استراتيجية جديدة. فمن خلاله تستطيع معرفة ما الذي يساعدك على النجاح والقرارات التي اتخذتها وساهمت في تحقيق الأهداف وما الذي لم يجدي نفعًا معك ويعمل دون المستوى.
ويمكن استخدام تحليل SWOT في تحقيق أقصى استفادة ممكنة مما تمتلكه في الوقت الراهن لصالح شركتك حتى تحقق أهدافها المرجوة، وتكون قادرًا على تقليل فرص الفشل من خلال فهم ما تفتقر إليه منظمتك. والتغلب على المخاطر التي قد تواجهك أثناء تنفيذ خطتك وتحديد الفرص التي يمكن استغلالها واستثمارها لصالح أعمالك.
وتكمن أهمية هذا التحليل في تحسين مكانة المنظمات في السوق وتطوير أعمالها . من خلال معرفة نقاط القوة التي يمكن استثمارها والاستفادة منها لتحقيق رؤية المنظمة وأهدافها. إضافةً لرصد نقاط الضعف التي تعاني منها الشركة. وبالتالي إمكانية مواجهتها وتحويلها إلى فرص يمكن استغلالها لصالحك.
ومن أهم فوائد تحليل SWOT أنه يجعلك قادرًا على دراسة التهديدات المحتملة لمنظمتك .ويحثك على وضع الخطط المرنة والحلول المنظمة والبدائل المنطقية لمواجهة المخاطر المحتملة.
خصائص التخطيط الاستراتيجي
تشير التقديرات في عام 2016 إلى أن 67% من الخطط الاستراتيجية الجيدة فشلت بسبب سوء التنفيذ. وأن 61% من المدراء التنفيذيين لم يكونوا مستعدين للتحديات الاستراتيجية التي واجهوها عند تعيينهم في مناصب قيادية عليا. و73% من مبادرات التغيير لم تحقق أي تغيير ذي مغزى.
هذه الأرقام الصادمة جعلت شركة Vistage Chairs -أكبر منظمة تدريب تنفيذي للشركات الصغيرة والمتوسطة على مستوى العالم. تقارن ملاحظات ونتائج المبادرات التي حققت نجاحًا وتوصلت إلى قائمة تضم أفضل الخصائص المشتركة بعد استعانتها ببعض الباحثين والعلماء. ومن بين هذه السمات التي توصلت إليها الشركة ما يلي:
1. الانضباط والالتزام في تنفيذ الخطة الاستراتيجية
ما يعني تحقيق أهداف شركتك بنجاح، فلا بد من الالتزام والانضباط إلى جانب عملية التنفيذ. فمن الممكن أن يلتزم الشخص بتحقيق هدف معين، لكن ربما لا يتمكن من الحفاظ على هذا المستوى الجيد. الأمر الذي يجعله يعود للخلف مرة أخرى. لذا، عليك أن تعلم أن الالتزام والانضباط المستمر والحفاظ على الأداء المتميز أمر ضروري جدًا في عمل المنظمات.
2. الشفافية ضرورية في عملية التخطيط الاستراتيجي
فمن الضروري أن يتبنى موظفوك الخطة الاستراتيجية كخطة خاصة بهم. وأن تكون علاقتك بموظفيك قائمة على مبدأ الشفافية وتحقيق مستوى عالٍ من المشاركة والتفاعلية قدر الإمكان.
3. وضع الأهداف الواضحة والواقعية القابلة للتنفيذ
تعد مسألة وضع أهداف واقعية قابلة للتنفيذ خلال فترة زمنية محددة من أهم خصائص التخطيط الاستراتيجي. علمًا أن وضوح الهدف يُغذي التركيز والشغف لتحقيق الجهد المستدام، فاحرص على أن تكون أهدافك ذكية في أي خطة تضعها.
4. القيادة مهارة ضروري
القيادة مهمة للغاية في التخطيط الاستراتيجي، فكن قائدًا في شركتك. واعلم أن القادة الناجحين هم الذين يستطيعون توجيه الآخرين لإحداث تغيير إيجابي، وليس فرض التغيير عليهم. ثم أن القيادة الذكية في شركتك ستلهم الآخرين بالقيادة الناجحة أيضًا، فعليك أن تصنع قادة متميزين مثلك.
5. الاستراتيجيات لها دور فعال
الاستراتيجيات من أبرز خصائص التخطيط الاستراتيجي، فيجب أن تؤكد هذه الاستراتيجيات على قيم شركتك. وأن تلعب دورًا كبيرًا على نقاط القوة التنظيمية التي تمتلكها، مع وضع استراتيجيات واضحة ومفهومة بالنسبة للموظفين.
6. المراقبة والقياس
تعد من أبرز الخصائص المشتركة في المبادرات الناجحة. فمن المهم مراقبة خطتك وتتبع تقدمها وقياس نتائجها أول بأول ولا تتجاهل هذه الخطوة بأي حال من الأحول. لا سيما أن أفضل الخطط الاستراتيجية تتطلب أحيانًا تعديلات على طول الطريق.
7. ترسيخ التغيرات الإيجابية في ثقافة الشركة
وذلك بواسطة تحديد الإنجازات الصغيرة ومكافأة موظفيك وتعزيز النتائج الإيجابية التي حققتها مبادرات الاستراتيجية. ونشر التفاؤل والطاقة الإيجابية في جميع أرجاء الشركة، لأن ذلك يؤثر بالإيجاب على أداء الموظفين.
8. تحليل موقف شركتك بموضوعية
من أهم خصائص التخطيط الاستراتيجي. ويمكن تحليل موقف شركتك من خلال إلقاء نظرة فاحصة على ما يحدث خارج المنظمة وداخلها. إلى جانب الفهم الموضوعي لما يحدث حولك، والاهتمام باحتياجات أصحاب المصلحة. فكن موضوعيًا عند تحليل شركتك.
9. الشعور بالإلحاح والسرعة في تحقيق الأهداف
سمة مهمة قد تتجاهلها العديد من الشركات رغم أهميتها. فهذا الشعور يجعلك تعمل على تحقيق أهدافك اليومية بدلًا من تأجيلها للغد. فإذا انتظرت للغد ربما تضيع منك العديد من الفرض.
10. فهم ثقافة الشركة
سمة أساسية من سمات التخطيط الاستراتيجي الذي يساعدك بشكل كبير على فهم ثقافة الشركة. إذا تمكن الموظفون من فهم ثقافة الشركة وخطتها الاستراتيجية، فإن ذلك سيدفعها إلى الإمام نحو مزيد من التقدم والنمو.
معوقات التخطيط الاستراتيجي
هناك العديد من الشركات لديها خطط طموحة للنمو، إلا أن القليل يطبق هذا الخطط ويحقق أهدافها. فقد أوضح الخبيران “كريس زوك وجيمس ألين” في كتابهما (الربح من الأساس) أن 7 شركات من أصل ثمانية فشلت في تحقيق نمو مربح. حيث أجريت هذه الدراسة على عينة كبيرة من المنظمات شملت 1850 شركة كبرى على الأقل على مستوى العالم، بين عامي 1988 – 1998. لكن لماذا فشلت هذه الشركات؟
1. عدم فهم الخطة الاستراتيجية
لم تكن هذه الشركات قادرة على تحقيق نمو حقيقي كل عام بنسبة 5.5% في الإيرادات والأرباح. وذلك مع أن 90% من الشركات التي شملتها الدراسة قد طورت خططًا استراتيجية مفصلة ذات أهداف أعلى بكثير. وهذا يعني أن هناك فجوة بين طموح المنظمات وأداؤها في تنفيذ الخطط الاستراتيجية. وربما هذه الفجوة سببها عدم إدراك أغلب موظفي الشركات لخططها الاستراتيجية التي من المفترض أنهم يسعون لتنفيذها.
فإذا كان موظف خدمة العملاء الذي يدير المهام المباشرة مع المستهلكين ويتحدث نيابةً عن الشركة .غير مدرك للاستراتيجية ولا يفهم أهداف الشركة أو الخطة الاستراتيجية، فمن الطبيعي أنه لن يستطيع مساعدة شركته في تنفيذها بفعالية. لذا، يُمثل عدم فهم الموظفين للخطط الاستراتيجية لمنظماتهم أبرز معوقات التخطيط الاستراتيجي.
2. غياب التركيز الاستراتيجي
العقبة الثانية تتمثل في عدم الحفاظ على التركيز الاستراتيجي والقيادة أثناء التنفيذ اليومي للخطة الاستراتيجية. ذلك أن القليل من الشركات لديها أفراد يركزون بشكل فردي على الجانب الاستراتيجي من العمل .ويضمنون تحقيق جميع مكونات وعناصر الخطة لتنفيذ الأهداف بحذافيرها.
لكن أغلب الموظفين ينشغلون عن التخطيط الاستراتيجي خاصةً في ظل ضغط العمل. ويجعلون تركيزهم على مهام بعيدة تمامًا عن الاستراتيجية، فتُصبح الخطة بالنسبة لهم مجرد حبر على ورق.
3. عدم إشراك الموظفين في عملية التخطيط
من العقبات التي تواجه التخطيط الاستراتيجي وتنفيذ الخطة، عدم إشراك موظفي الشركة في عملية التخطيط. ومن ثم، لا يكون هناك التزام مشترك بين الموظفين لتحقيق الاستراتيجية. وبالتالي لا تتحقق أهداف الخطة الاستراتيجية بالشكل المطلوب.
ومن الضروري إشراك موظفيك في عملية التخطيط من أجل خلق شعور بالالتزام والتشويق والتحفيز لتنفيذ أهداف الشركة بشكل تعاوني. حيث تؤكد العديد من الأبحاث العلمية على أهمية إشراك الموظفين في عملية التخطيط الاستراتيجي. من خلال وضع الإدارات العليا في المنظمات للخطط التي تحث الموظفين وتشجعهم على المشاركة في عمليات التخطيط الاستراتيجي. وأن تُدرك الإدارة العليا أهمية التخطيط بالنسبة لنمو الشركات وتقدمها. وهذا ما أكده الباحث “حسين عليان الهرامشة” في دراسته التي نُشرت في مجلة دراسات العدد الاقتصادي.
4. وضع أهداف ضعيفة
هناك بعض الشركات تضع أهدافًا ضعيفة في خطتها الاستراتيجية. وهذا يعني فشل الاستراتيجية أو عدم تحقيق النمو المطلوب. ما يُشكل ذلك تحديًا كبيرًا في عملية التخطيط الاستراتيجي. فمن المهم أن تراعي وضع الأهداف القوية والواضحة عند إنشاء الخطة الاستراتيجية.
وفي أغلب الأحيان، تكون الأهداف الاستراتيجية كبيرة ومعقدة. وتتطلب دائمًا العديد من الموارد والإجراءات لتحقيقها. فإذا كان الهدف غير واضح فلن يكون هناك القدرة على تنفيذه بالشكل المطلوب. في حين تؤدي الأهداف الواضحة إلى تحديد الأولويات والمسؤوليات بدقة.