الإيثيريوم Ethereum ليس عملة رقمية مشفرة Cryptocurrency إنما هو منصة لا مركزية عامة مفتوحة المصدر تعمل من خلال تقنية سلسلة الكتل Blockchain وتقدم العقود الذكية smart contract من خلال شبكة دولية من العُقد العامة، ويصدر عنها عملة مشفرة تدعى الأثير ether والتي يتم تداولها بين الحسابات كتعويض المشاركين في عمليات حوسبة تلك العقود على الشبكة، ولها آلية تسعير داخلية خاصة تسمى GAS.
والعقد الذكي smart contract هو بروتوكول حاسوبي يهدف إلى تيسير تفاوضات وتحقيق الشروط التعاقدية وتنفيذ بنود أداء العقد بشكل رقمي وبطريقة موثوقة دون الحاجة إلى طرف ثالث – رقابي أو تنفيذي – حيث أن هذه المعاملات يمكن تتبعها ولا يمكن الرجوع بعد تنفيذها، والهدف الرئيسي منها هو توفير درجة أمان أعلى من التي يوفرها قانون التعاقد التقليدي مع تقليل تكلفة المعاملات، والتي عادة ما يم تنفيذها بالعملات المشفرة.
اقترح هذا النظام باحث في العملات المشفرة ومبرمج من مدينة تورونتو الكندية يدعى ” فيتاليك بوتيرين” “Vitalik Buterin” عام 2013 بهدف توفير منصة لا مركزي تناسب جميع التطبيقات التي يرغب المبرمجون في تصميمها، وطُرح المشروع للتمويل في يوليو 2014، ليبدأ فعليا في يوليو 2015 بحوالي 11.9 مليون قطعة نقدية Token جمعت تمويل وصل إلى 18 مليون دولار مما جعلها من أنجح عمليات التمويل الجماعي أو ICO حتى الآن.
وجود الإيثيريوم خلق ما يسمى بالشركات أو المنظمات اللامركزية المستقلة Decentralized Autonomous Organization أو DAOs، وهي منظمات يتم تشغيلها من خلال قواعد مشفرة يتم حوسبتها بالعقود الذكية التي يتم الاحفاظ بسجل معاملاتها وقواعدها على شبكة سلسلة الكتل Blockchain.
في 2016 تم تقسيم الإيثيرويوم إلى سلستي كتل مختلفتين two separate blockchains سلسلة جديدة اسمها إيثيرومEthereum و رمزها ETH، والأصلية إيثيريوم كلاسيك Ethereum Classic ورمزها ETC
كما ذكرنا من قبل أن كل مشروع تقني تصدر عنه قيمة رمزية أو قطعة نقدية Token/Coin، والقيمة النقدية للإثيريوم تسمى الأثير Ether ويرمز لها ETH وهي العملة التي تستخدم لدفع رسوم المعاملات والخدمات على شبكة سلسلة الكتل الخاصة بالإيثيرومEthereum Blockchain network.
كل مطور يرغب في دخول والاستفادة من عالم العقود الذكية على سلسلة كتل الإيثيريوم يحتاج إلى الأثير للمضي قدما، وقد تم تحديد المعروض منه حتى لا تكون عملة تضخمية بحيث لا يصدر سنويا منها إلا 18 مليون أثير.
باختصار شديد تعمل عملة الإيثر كوقود لشبكة الإيثريوم. واستطاعت هذه العملة تحقيق نمو كبير، حتى أنها أصبحت ثاني أكثر العملات الرقمية شيوعًا واستخدامًا على مستوى العالم، بعد عملة البيتكوين.
فمنذ إطلاقها، تشهد هذه العملة نموًا ملحوظًا، حتى أنها قد سجلت رقما قياسيًا في شهر نوفمبر من عام 2021، حيث وصل سعرها إلى 4812 دولارًا أمريكيًا.
ويمكن الحصول على الإيثريوم كعملة عن طريق شرائها من منصات وبورصات تداول العملات الرقمية، مثل بينانس – Binance وكوين بيز – Coinbase وغيرها.
كيف يمكن الحصول على الإيثر، وما هو مفهوم تعدين الإيثيريوم Ethereum Mining
فكرة التعدين مستوحاه من فكرة التنقيب للحصول على المعادن النفيثة كالذهب والفضة والماس مثلا، الفرق أنك تنقب على الذهب لتحصل على المزيد منه وتزيد حجم المعروض منه، في حين تعدين الإيثيريوم ليس هذا فحسب بل أنه عملية ضرورية لتأمين شبكة الإيثيريوم حيث أن عملية التعدين تقوم بخلق وتحقيق ونشر الكتل المتسلسلة في الشبكة Blockchain، والاثير Ether هو الوقود اللازم لتشغيل تلك العملية.
وعملية تعدين الإيثيريوم تقريبا مثل علمية تعدين البيتكوين، ففي سلسلة الكتل الخاصة بالبيتكوين Bitcoin Blockchain تتبع ملكية العملة الرقمية، أما سلسلة كتل الإيثيريوم تركز على تشغيل الكود البرمجي الخاص بأي تطبيق غير مركزيDecentralized application
لكل كتلة block من المعاملات يقوم المنقبون Miners بتشغيل بياناتها الخاصة – كالزمن والإصدار مثلا – بشكل متكرر وسريع وتخمين إجابات أو القيم من خلال دالة الهاش Hash التي تعرض بشكل عشوائي سلسلة من الأرقام والحروف لتغيير قيمة النونس nonce value التي تؤثر فيما بعد في قيمة الهاش الجزئية.
وإذا تطابقت قيمة الهاش، المخمنة والمعروضة بشكل عشوائي في الخطوة السابقة، مع الهدف الحالي، يتم مكافئة المنقب Miner بالأثير ويتم بث الكتلة الجديدة عبر عقد الشبكة للتحقق من صحتها وإضافة نسخة منها في السجل الرئيسي لسلسلة الكتل Blockchain، ومن المستحيل على المنقب أن يقوم بغش أو التحايل على تلك العملية ولهذا فإن علمية تخمين الإجابة وإيجاد القيمة الصحيحة تسمى “إثبات العمل” أو proof-of-work أو POW.
تقريبا كل 12 إلى 15 ثانية يمكن للمنقب أن يجد كتلة جديدة، وفي حالة ما إذا كانت عملية التخمين أو إيجاد القيمة بشكل أسرع من ذلك تقوم خواريزميات الشبكة آليا بزيادة درجة صعوبة عملية POW، وتسمى خوارزمية إثبات العمل المحددة التي يستخدمها إثيريوم “إيثاش” والمنقب الذي يقوم بعملية أثبات عمل ناجحة Successful POW Miner يحصل على كتلة ثابتة static block تساوي خمسة إيثر 5 Ether.
الفروق الجوهرية بين البيتكوين والإيثيريوم Ethereum
أولا الغرض
البيتكوين انشيء كبديل للعملات التقليدية وبالتالي هو وسيلة آمنة وسرية وسريعة للدفع والتحويل ، في حين أن الإيثيريوم هو منصة تسهيل التعاقد بين الأفراد والتطبيقات عن طريق عملته الخاصة “الاثير” أي أن الأثير ليس بديلا للدفع عن العملات الأخرى إنما هو لتسهيل وتحقيقي دخل من تمكين المطورين من بناء ونشر تطبيقاتهم.
ثانيا: الاتاحية
البيتكوين لن يتجاوز 21 مليون قطعة، وهذا هو ما تم تصميمه عليه منذ البداية وهذا هو ما يجعل قيمته أعلى، لأنه كلما تم تعدين عدد من القطع كلما قل المخزون المنتظر وهذا هو ما وضعه في خانة العملات النادرة أو السلع النفيثة. من ناحية أخرى فإن نفس الكمية من الإيثيريوم تنتج كل عام.
ثالثا: القيمة
البيتكوين عملة، وارتفاع أسعاره مع انخفاض مصاريف ورسوم التحويل يزيد من قيمته أو كونه وسيلة لتخزين القيمة النقديةstore monetary value. وعلى العكس فإن ارتفاع سعر الإيثيريوم يزيد من تكلفة وصعوبة انشاء واستضافة واستخدام التطبيقات على الشبكة، الأمر الذي قد يؤدي في نهاية المطاف إلى فشلها.
تداول الإيثيريوم Ethereum Trading
تتم عملية تداول الإيثيريوم مثلها مثل باقي العملات المشفرة الآخرى – وربما الاعتيادية أيضا – من خلال استراتيجيتين:
الاستراتيجية الأولى هي الاحتفاظ Buy & Hold – كالتي يتم التعامل بها مع الأسهم أو المعادن النفيثة كالذهب – وتعني أنه عن طريق فتح حساب ومحفظة في أحد منصات التبادل المعروفة وإيداع مبلغ الاستثمار – ممكن أن يكون بيتكوين أو عملة اعتيادية أخرى – تقوم بشراء الأيثيريوم والاحتفاظ به حتى وصوله إلى قيمة أعلى وثم بيعه لجني ربح الفارق بين سعر الشراء وسعر البيع، وتحمل مخاطرة حدوث العكس.
الاستراتيجية الثانية هي المضاربة Active Trading وتتم من خلال تداول الإيثيريوم أمام عملة من العملات الاعتيادية أو المشفرة الأخرى من خلال عقود الفروقات السعرية CFDs تماما كعقود الذهب والنفط التي تتيحها أغلب شركات الوساطة الآن. حتى أنه اصبح متاح تداوله من خلال منصات الميتاتريد، الأكثر شعبية. في بعض الشركات ومتاج التداول عليه باستخدام الرافعة المالية.
عملية تعدين الإيثيريوم Ethereum
تعد العملة الخاصة بشبكة الإيثريوم – Ethereum والتي تُعرف أيضًا باسم عملة الإيثر – ETH. هي ثاني أكبر عملة رقمية بعد البيتكوين – Bitcoin. حيث بلغ سعر عملة الإيثريوم في وقت كتابة هذا المقال نحو 1718.73 دولار أمريكي،. بينما وصلت القيمة السوقية الخاصة بها إلى أكثر من 206 مليار دولار.
وفي ضوء الأهمية الكبيرة لهذه العملة، أصبح الكثيرون حولنا يطرحون تساؤلات عديدة حول كيفية تعدينها. وسوف نحاول من خلال مقالنا اليوم الإجابة على هذه التساؤلات، من خلال تقديم دليل شامل حول عملية التعدين. وكيف كانت تتم قبل إندماج الإيثريوم، وإلى أين وصلت بعد إتمام عملية الاندماج.
ولكن قبل ذلك، دعنا أولًا نلقي نظرة سريعة على بعض المفاهيم الهامة. وذلك كمدخل هام لفهم الموضوع الأصلي الذي يدور حوله مقالنا اليوم.
ما المقصود بتعدين الإيثريوم؟
تعدين الإيثريوم هي عملية يتم من خلالها إنشاء وإضافة مجموعة من المعاملات إلى شبكة البلوك تشين الخاصة بالإيثريوم. وذلك من خلال آلية إثبات العمل – Proof of Work. التي كان يتم العمل بها لفترات طويلة، قبل الانتقال إلى آلية إثبات الحصة – Proof of Stake.
وبشكل عام، تشبه عملية التعدين إلى حد كبير عملية حل المشكلات والألغاز الرياضية المعقدة. حيث يقوم أشخاص يعرفون باسم المعدنون بقضاء وقتهم وقدراتهم الحاسوبية؛ لحل هذه المشكلات الرياضية. مما يسمح بإضافة المعاملات الجديدة إلى الشبكة.
وينظر الكثيرون إلى عملية التعدين باعتبارها شريان الحياة لأي بلوك تشين؛ وذلك لتأمين الشبكة والتحقق من المعاملات. ولا يمكننا الحديث عن تعدين الإيثريوم، دون التطرق إلى الحدث الضخم الذي شهدته الساحة الرقمية في شهر سبتمبر الماضي. وهو اندماج الإيثريوم – Ethereum Merge أو ما يُعرف باسم Ethereum 2.0.
ما هو اندماج الإيثريوم – Ethereum Merge؟
يعني اندماج الإيثريوم والذي يحمل أيضًا اسم Ethereum 2.0. دمج شبكة الإيثريوم القديمة التي كانت تعمل بنظام إثبات العمل – PoW مع الشبكة الجديدة التي تعمل بنظام إثبات الحصة – PoS. والخروج بشبكة واحدة تعمل بنظام إثبات الحصة بالكامل.
ولمن لا يعرف، فإن نظام إثبات العمل يعتبر بمثابة آلية إجماع يقوم من خلالها المعدنون أو عمال المناجم بحل الألغاز والمسائل الرياضية المعقدة. وذلك من خلال إنفاق كميات كبيرة من الموارد الحسابية والطاقة؛ لإضافة كتل جديدة صالحة إلى الشبكة.
وفي هذا النظام يحصل القائمون بالتعدين على مبلغ معينة كمكافأة في شكل رموز رقمية لتعدين كل كتلة. بما في ذلك رسوم المعاملات التي يدفعها المستخدمون. أما نظام إثبات الحصة فهو عبارة عن آلية إجماع يقوم من خلالها المدققون أو المستخدمون بمصادقة المعاملات . والتحقق منها بناءً على عدد العملات أو الرموز التي يمكنهم تقديمها كضمان لإنشاء الكتلة الجديدة. التي يعتقدون أنه يجب إضافتها للشبكة.
ويساهم هذا النظام في تقليل العمليات الحسابية المطلوبة للتحقق من المعاملات، مما يساهم في تقليل استهلاك الشبكة للطاقة. والحفاظ على البيئة. وبالتالي فإن انتقال شبكة الإيثريوم من نظام إثبات العمل إلى نظام إثبات الحصة لم يأتِ من فراغ. بل نبع من حرصها على تقليل استهلاك الطاقة، والتحول إلى شبكة صديقة للبيئة.
كيف كانت تتم عملية التعدين قبل الاندماج؟
كما سبق وأن ذكرنا كانت عملية تعدين الإيثريوم قبل الاندماج تتم من خلال الاعتماد على آلية إثبات العمل.
وفيما يلي شرح تفصيلي للخطوات التي كانت تتم من خلالها عملية التعدين قبل الاندماج:
- يطلب المستخدم إجراء معاملة بمساعدة المفتاح الخاص لحساب محفظته الرقمية.
- تتم مشاركة الطلب في جميع أنحاء العالم مع شبكة الإيثريوم.
- بعد ذلك، تتم إضافة المعاملة المطلوبة إلى قائمة المعاملات المعلقة التي يجب إضافتها إلى شبكة الإيثريوم.
- يقوم عامل التعدين بعد ذلك بالتحقق من المعاملة المطلوبة، والتأكد من صحتها. من خلال إجراء لغز رياضي معقد على بيانات المعاملة.
- بمجرد التحقق من المعاملة المطلوبة وتخزين نسخة منها في آلة الإيثريوم الافتراضية – EVM، تبدأ عملية إثبات العمل للكتلة المعنية.
- بعد ذلك، تتحقق عُقد شبكة الإيثريوم من أن المجموع الاختباري لحالة كتلة المُعدن يطابق المجموع الاختباري لحالة EVM المحدثة. بعد تنفيذ جميع المعاملات.
- تتم بعد ذلك إضافة الكتلة إلى شبكة الإيثريوم.
- عند تعدين الكتلة بنجاح، يتم مكافأة القائم بالتعدين بكمية من عملات الإيثر الموجودة في محفظة المستخدم.
- بعد ذلك، تتم الموافقة بشكل نهائي على المعاملة المطلوبة وإضافتها إلى المحفظة المعنية.
كيف تتم عملية التعدين بعد الاندماج؟
إذا كنت تفكر في تعدين الإيثريوم، فضع في اعتبارك أنه لم يعد من الممكن الدخول في هذه اللعبة. بعد اندماج الإيثريوم. فكما سبق وأن ذكرنا، أسفرت عملية الاندماج هذه إلى تحويل الشبكة بالكامل من آلية إثبات العمل إلى آلية إثبات الحصة. وهو ما أدى إلى استبدال القائمين بتعدين الإيثريوم بمدققين يحافظون على الشبكة من خلال تخزين الإيثر.
ومن ثم، يمكننا القول بأن هذا الاندماج قد قضى إلى حد كبير على عملية تعدين الإيثريوم فوفقًا لما ذكرته مجلة فوربس – Forbes الأمريكية. فإن ما حدث في شهر سبتمبر من العام الماضي قد أجبر القائمين بتعدين الإيثريوم في العالم على التقاعد القسري.
وعلى الرغم من ذلك، يرى الخبراء أن هذه الخطوة كانت ضرورية ولابد من اتخاذها؛ لتحسين كفاءة استخدام الطاقة بشكل كبير. عن طريق استخدام رأس مال المستثمرين في التحقق من صحة العُقد. بدلًا من الأجهزة التي كانت تستهلك قدرًا كبيرًا من الطاقة.
وتتوقع غالبية الدراسات بأن يكون لهذا الاندماج تأثير كبير ليس على تعدين الإيثريوم فقط، بل على سوق العملات الرقمية بالكامل. وهو ما سنراه معًا خلال الفترة المقبلة.